وعاطفة إنسانية تشمل الوالدين وتمتد إلى كل الناس الآخرين الذين يحسنون إليه من حوله.
(وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيًّا) في ما يعبر عنه بالجبروت النفسي من طغيان الفكر والشعور والسلوك ، من موقع الإحساس الأناني بأن للذات الحق على الناس ، دون أن يكون لأحد الحق عليها .. وما تنتجه الشقاوة من مشاكل للناس في حياتهم وتضغط عليهم بالسوء والعذاب. (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ) في ما تمثله مرحلة الولادة من وداعة وسلام روحي ، وبراءة ، تنشر السرور والمرح في ما حولها ، وفيمن حولها ، (وَيَوْمَ أَمُوتُ) لألقى وجه ربي منفتحا على الإيمان والخير والطاعة ، فأعيش السلام الروحي مع الله عند ما أقدم عليه مؤمنا طائعا مرضيّا عنده ، (وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) لأرى في ذلك الموقف كيف يمنحني الله رضوانه لأعيش في رحمته ونعمته في دار السلام.
على هذه الصورة قدم عيسى نفسه إلى الناس الذين أنكروا على والدته أمرها ، ولم يبق شيئا غامضا في المسألة .. ولم يتحدث القرآن عن رد فعلهم على ذلك ، وربما كان السبب فيه ، أنهم واجهوا الموقف بإيمان وقناعة ، لعدم امتلاكهم لشيء يقولونه في الموضوع ، أو لأن الفكرة التي أراد الله إثارتها من خلال القصة ، لا تحتاج التطرق إلى هذه النقطة من سياق القصة.
* * *