ومفاهيمه؟ إن الحقيقة تفرض نفسها علينا وهي ان شريعة الله هي الشريعة الحقّة ، وأن شريعة البشر هي شريعة الباطل ، ولن نؤثر الباطل على الحق ، مهما كانت الإغراءات ، ومهما كانت التهديدات ، ولن نؤثرك على الله رّبنا (وَالَّذِي فَطَرَنا) وخلقنا وأوجدنا ، وما زال يرعى حياتنا بنعمه ولطفه ورحمته .. ، فمن أنت أمام الله؟ وما حجمك وما قيمتك؟ وما هي قوتك؟ وما دورك بالنسبة إلينا وإلى بقية الناس ، ليكون لك علينا وعلى الناس حق الطاعة؟ من أنت؟ إنك مجرد مخلوق ضعيف لا تملك لنفسك نفعا ولا ضرّا ولا حياة ولا موتا إلا بالله. وما قدرتك؟ ومن أين لك كل هذه الإمكانات والوسائل؟ إنها من الله. فقد أعطاك إياها لحكمة ، وسيسلبك إياها في أي وقت. فما ذا تريد وماذا تستطيع أن تفعل؟ إنك قد تملك السيطرة الغاشمة على أجسادنا ، ولكنك لن تملك السلطة على أفكارنا وأرواحنا ومشاعرنا التي ترفضك وترفض كل طريقتك وكل الواقع المنحرف الكافر الذي تتحرك فيه وتتحكم به ، (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) هل تريد أن تقتلنا ، هل عندك أكثر من التمثيل والصلب والقتل؟ إننا لن نخسر الكثير ، إنها حياتنا الدنيا نفقدها ، ونفقد شهواتها ومنافعها وملذاتها ، ونخسرها ، ولكنها لن تكون الخسارة الكبيرة ، فهناك الدار الآخرة التي تنتظر المؤمنين ، لهم فيها رحمة الله في ما أعد لهم من نعيم الجنة وسعادة الرضوان.
(إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا) التي أسلفناها في ماضي حياتنا في ممارستنا الذاتية تجاه أنفسنا ، وفي معاونتنا لك في تضليل الناس وحرفهم عن صراط الحق ، وها نحن نتوب إليه من موقع الإيمان به والالتزام بخطه المستقيم في الحياة ، ليغفر لنا ذلك كله ، (وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) الذي كان أداة من أدوات الخداع والحيلة والضلال ، واستعراض القوة لمصلحتك. ولكننا كنا مستكرهين في ما فرضته علينا من سلطة ، وأغرقتنا فيه من ضلال ، وحددته لنا من دور ، وهددتنا به من قوة غاشمة ، وأغريتنا به من مال وجاه