توجب القول بوثاقته.
وتبقى قضايا أُخرى ، يبحثون عن مفاهيمها ومصاديقها ، يختلفون في كلتا الجهتين ، مثل ، التدليس ، ورواية المنكَر من الحديث ، وما إلى ذلـك ...
هذه هي الحقيقة التي يؤدّي إليها التحقيق في كتبهم في الحديث والرجال ...
ولأجل أن نضع النقاط على الحروف ـ كما يقال ـ نستشهد ببعض الموارد ، ونأتي بجملةٍ من نصوص كلماتهم فيها :
* سمع آلة الطرب من بيته فترك الرواية عنه :
ففي ترجمة المنهال بن عمرو الأسدي ـ من رجال البخاري والأربعة ـ أنّ شـعبة بن الحجّاج (١) كان يروي عنه «ثمّ إنّ شعبة ترك الرواية عنه ، لكونـه سـمع آلة الطرب من بيـته» (٢) أو «لأنّه سمع من داره صوت قراءةٍ بالتطريـب» (٣).
فهكذا كان رأي شعبة ... لكنّ أرباب الصحاح الستّة ـ عدا مسلم بن الحجّاج ـ يروون عنه في صحاحهم ...
ثمّ نراهم جميعاً ـ بما فيهم مسلم ـ يروون عمّن كان «يعلِّم الغناء» ويرتكب غير ذلك أيضاً!! وهو «الماجشون» الملقّب عندهم بـ: «الإمام
____________
(١) لقّبه الأئمّة بـ: «أمير المؤمنين في الحديث» ، مات سنة ١٦٠ ؛ الكاشف عن أسماء رجال الكتب السـتّة ٢ / ١١ ، تهذيب التهذيب : رقم ٢٨٦٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ٥ / ١٨٤ رقم ٦٤.
(٣) الجرح والتعديل ٨ / ٣٥٧ رقم ١٦٣٤.