ونستفيد من هذا الفهرست ـ الذي بين يديك ـ في الاستدلال على إيمانه ، فإنّ علماء الإسلام الّذين أفردوا حوله المؤلّفات المفيدة ، ومنذ عصر التأليف ، وعلى مختلف مستوياتهم العلمية ومشاربهم المذهبية ، وفي جميع أطوار التاريخ الإسلامي ، فإنّه لم يخلُ مؤلّف منهم عن القول بإيمان أبي طالب ، فقد اتّفقوا جميعاً على ذلك وتسالموا عليه.
ومن مضمون اتّفاقهم هذا تكون معنا وثيقة علمائية تاريخية متّفق عليها.
وهذا الاتّفاق وإن خالفه بعضهم ، فخلافهم لا يُعتدّ به ؛ لأنّه خلاف الواقع وخلاف المُجمَع والمتّفق عليه ، ومخالف للدليل الصحيح والحجّة الثابتة ، ومخالفتهم لا تثبت أمام النقد والتمحيص في حالة الترجيح بين الأدلّة الخلافية ، فتسقط جميعها عن حدّ الاعتبار المأخوذ به في علم الدراية.
وهنا يسقط الرأي المخالف لإيمان أبي طالب ويبقى الدليل القوي على إيمانه مخلّداً.
ثمّ اعلم عزيزي القارئ أنّ أبا طالب كان موحّداً قبل البعثة ، وعارفاً بحال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكذلك عارفاً بالبشائر الدالّة على بعثته قبل البعثة.
فهل تكون نتيجة الموحّد ، العارف بدلائل النبوّة والمنتظر لها ، والذي عاش إرهاصاتها ، الكفر بها؟!
اعلم أنّ هذا لا يصحّ أبداً ، وما ظهر من أبي طالب من أفعال كداعيةٍ للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وكفالةٍ وتأييدٍ ونصرةٍ بالقول والفعل والمال والولد خلاف الكفر ، بل دليل على ثباته بالمعرفة على الإيمان بالرسالة والرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وبهذا نخلص إلى النتيجة التالية :