مجلسه عند إظهاره
بدعته. ثم الشعبي وكان أشد الناس على القدرية. ثم الزهري وهو الذي أفتى عبد الملك
بن مروان بدماء القدرية. ومن بعد هذه الطبقة جعفر بن محمد الصادق وله كتاب في الرد
على القدرية وكتاب في الرد على الخوارج ورسالة في الرد على الغلاة من الروافض هو
الذي قال : أرادت المعتزلة أن توحّد ربّها فألحدت وأرادت التعديل فنسبت البخل إلى
ربها. وأول متكلميهم من الفقهاء وأرباب المذاهب أبو حنيفة والشافعي فإن أبا حنيفة
له كتاب في الرد على القدرية سمّاه كتاب الفقه الأكبر وله رسالة أملاها في نصرة
قول أهل السنة إنّ الاستطاعة مع الفعل ولكنه قال : إنها تصلح للضدين وعلى هذا قوم
من أصحابنا. وقال صاحبه أبو يوسف في المعتزلة إنّهم زنادقة. وللشافعي كتابان في
الكلام أحدهما في تصحيح النبوة والرد على البراهمة والثاني في الرد على أهل الأهواء.
وذكر طرفا من هذا النوع في كتاب القياس وأشار فيه إلى رجوعه عن قبول شهادة
المعتزلة وأهل الأهواء. فأما المريسي من أصحاب أبي حنيفة فإنما (فإنه] وافق
المعتزلة في خلق القرآن وأكفرهم في خلق الأفعال. ثم من بعد الشافعي تلامذته
الجامعون بين علم الفقه والكلام كالحارث بن أسد المحاسبي وأبي علي الكرابيسي
وحرملة البويطي وداود الأصبهاني. وعلى كتاب الكرابيسي في المقالات معوّل المتكلمين
في معرفة مذاهب الخوارج وساير أهل الأهواء. وعلى كتبه في الشروط وفي علل الحديث
والجرح والتعديل معوّل الفقهاء وحفّاظ الحديث. وعلى كتب الحارث بن أسد في الكلام
والفقه والحديث معوّل متكلمي أصحابنا وفقهائهم وصوفيتهم. ولداود صاحب الظاهر كتب
كثيرة في أصول الدين مع كثرة كتبه في الفقه وابنه أبو بكر جامع بين الفقه والكلام
والأصول والأدب والشعر. وكان أبو العباس بن شريح أنزع الجماعة في هذه العلوم وله
نقض كتاب الجاروف على القائلين بتكافؤ الأدلة وهو أشبع من نقض ابن الراوندي عليهم
، فأما تصانيفه في الفقه فالله يحصيها. ومن متكلمي أهل السنة في أيام المأمون عبد
الله بن سعيد التميمي الذي دمّر على المعتزلة في مجلس المأمون وفضحهم ببيانه وآثار
بيانه في كتبه وهو أخو يحيى بن سعيد القطان وارث علم الحديث وصاحب الجرح والتعديل.