إذا استوى الحال في القرشي والأعجمي ، فالأعجميّ أولى بها والمولى أولى بها من الصميم. وزعمت الخوارج أن الإمامة صالحة في كل صنف من الناس وإنما هي للصالح الذي يحسن القيام بها ولهذا بايعوا نافع بن الأزرق ثم لقطريّ بن الفجاءة ولنجدة وعطيّة وليس واحد منهم قريشا. وزعمت الزيدية من الروافض أنها لا تكون من قريش إلا في ولد عليّ رضي الله عنه ومن خرج من ولد الحسن أو الحسين شاهرا سيفه وفيه آلات الإمامة فهو الإمام. وزعمت الإمامية أنها اليوم في أحد مخصوص من أولاد علي رضي الله عنه واختلفوا في ذلك الذي ينتظرون خروجه. وقالت الغلاة من الروافض إنّ الإمامة في الأصل في عليّ وولده. ثم أخرجوها إلى جماعة من غير قريش إمّا بدعواهم وصية بعض الأئمة إليه وإمّا بدعواهم تناسخ الروح من الإمام إلى من زعموا أن الإمامة انتقلت إليه ، كالبيانية في دعواها انتقال روح الإله من أبي هاشم بن محمد بن الحنفية إلى بيان وكدعوى من ادعى أن الروح انتقلت إلى الخطاب الأسدي وكدعوى المنصورية نبوّة أبي منصور العجلي وإمامته. ودليل أهل السنة على أن الإمامة مقصورة على قريش قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «الأئمة من قريش». ولهذا الخبر سلّمت الأنصار الخلافة لقريش (١) يوم السقيفة فحصل الخبر وإجماع الصحابة دليلين على أن الخلافة لا تصلح لغير قريش وقد اختلف النسّابون في قريش من هم؟ فذهب أكثرهم إلى أنهم ولد النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان فكل من كان من ولد النضر فهو قرشي. وهذا اختيار أبي عبيدة معمر بن المثنى وأبي عبيد القاسم بن سلام وبه قال الشافعي رضي الله عنه وأصحابه. وقالت التميمية قريش [من] ولد الياس بن مضر وأدخلوا أنفسهم في جملة قريش لأنهم من ولد الياس بن مضر. وهذا اختيار أبي عمرو بن العلاء وأبي الحسن الأخفش وحماد بن سلمة الفقيه (٢) وعبيد الله بن الحسن القاضي وسوار بن
__________________
(١) [ولا اعتبار بخلاف من خالف الاجماع بعد حصوله ، وإذا صح ان الخلافة في قريش].
(٢) [هو حماد بن سلمة بن دينار البصري الحافظ ، سمع قتادة وأبا حمزة الضبعي وطبقتهما وكان سيد أهل وقته ، قال وهيب بن خالد : حماد بن سلمة سيدنا وأعلمنا ، وقال ابن المديني ، ـ