الوجه الثالث من الخلاف في عيسى عليهالسلام مع النصارى الذين رفعوا عيسى عن درجة النبوة فادعوا أنه إله أو ابن الإله. ودليل فساد قولهم ما قدمناه من الدلائل على حدوث الأجسام كلها وما ذكرناه من الأدلة على أن الإله لا يحل الأجساد ولا ينتقل في الأماكن. وصح بذلك أن عيسى عليهالسلام كان عبدا ولم يكن ربا.
المسألة الثامنة من هذا الأصل
في نبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم
والخلاف فيه مع البراهمة كالخلاف معهم في سائر الأنبياء. والخلاف فيه مع اليهود كالخلاف معهم في نبوة عيسى عليهالسلام. وقد خالفت النصارى أيضا في نبوته. ودليل صحتها تواتر الأخبار عن معجزاته الناقضة للعادة كالقرآن الذي عجزت العرب عن معارضته بمثله وقد تحدّاهم به مع حرصهم على تكذيبه وكذلك سائر معجزاته مثل انشقاق القمر وتسبيح الحصى في يده ونبوع الماء من بين أصابعه وإشباع الخلق الكثير من الطعام اليسير وإقبال الشجرة إليه ورجوعها بأمره إلى مغرسها ونحو ذلك من الأمور الناقضة للعادة الدالة على صدق من ظهرت عليه في دعواه. ومنكر وجود ذلك كله من اليهود يعارض بإنكار من أنكر أعلام موسى عليهالسلام. ومن ادعى منهم غلبة السحر والمحرمة والحيلة بمنزلة من ادعى السحر والحيلة على موسى عليهالسلام. والكلام في بيان وجوه الدلالة من المعجزات يأتي في مسائل الأصل الثامن من أصول هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
المسألة التاسعة من هذا الأصل
في كون نبينا خاتم الأنبياء والرسل عليهمالسلام.
كل من أقر بنبوة نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم أقر بأنه خاتم الأنبياء والرسل وأقر بتأبيد شريعته ومنع من نسخها وقال إنّ عيسى عليهالسلام إذا نزل من السماء ينزل بنصرة