الذي يتيح لهم الممارسة العملية في الواقع التطبيقي لما يعرفون فيتركون للآخرين أن يخدعوهم ويستغلوا سذاجتهم وبساطتهم الاجتماعية من أجل أن يصرفوا أموالهم في غير وجهها الصحيح المنتج أو يضعوها في غير محلها تبذيرا تارة وإسرافا أخرى.
والخطاب ـ كما قيل ـ قد يكون واردا لمن في يده المال لكي لا يمكّن منه السفهاء ، وقد يكون واردا للآباء الذين قد يملّكون أولادهم أموالهم في حياتهم فيوجهونها في غير مصلحتهم ، ثم يحتاجون إليها في زمن الشيخوخة فلا يعطونهم منها شيئا ، ولكن ذلك بعيد عن سياق الآية ، فهي ـ على الظاهر ـ موجهة للأولياء الذين يتولون أمور القاصرين ويحركون أموالهم ، فلا يمكنونهم منه إذا لم يكونوا في مرحلة الرشد.
(أَمْوالَكُمُ) الظاهر أن المراد بها أموال اليتامى لورودها في مورد الحديث عنها على هذا ، وتكون المناسبة في نسبتها إلى المخاطبين بلحاظ أن الإسلام يرى في المجتمع وحدة اقتصادية باعتبار الترابط العضوي في حركة المال في الواقع الاجتماعي العام ، مما يجعل من الخلل الذي يصيب جزءا منه حالة سلبية تؤثر على الأجزاء الأخرى ، الأمر الذي يفرض إيجاد نظام اقتصاديّ في تحريك المال من حيث طبيعته الاقتصادية ومن حيث الأشخاص الذين يديرونه بحكمة وروية ، بحيث لا يؤدي ذلك إلى ضياعه أو تحوّله إلى مشكلة معقدة في الواقع الاجتماعي العام ، وربما كانت إشارة إلى التعامل مع السفهاء بشكل عام ، فلا يسلّمون الأموال التي للأولياء أو لغيرهم ، وتكون علاقة الآية بالأيتام باعتبار أن الأولياء أو الناس قد يريدون مساعدتهم في حياتهم بإيكال الأعمال التجارية إليهم ليستفيدوا منها بالأجرة التي يحصلون عليها من خلال العمل أو الأرباح التي يجنونها من خلال المشاركة في المضاربة ، فجاءت الآية لتنهى عن ذلك ، ولترشد الأولياء بالامتناع عن