كل مجالات عمله ، وفي كل خصائصه ، ويقف موقف الناقد لكل ذلك ليستطيع القيام بدور أكبر وأكثر جودة وإتقانا وتركيزا ، عند ما لا يثق بتقييمه للأشياء وللأعمال ، بل يترك الأمر لله الذي يعلم من خصائص الإنسان ما لا يعلمه هو عن نفسه. وهكذا تنطلق المشاعر في علاقة الناس ببعضهم البعض من الجانب الإنساني الذي يحترم في كل إنسان أو شعب خصائصه الإيجابية ؛ كما ينظر بواقعية إلى الأوضاع السلبية التي يعيشها في نفسه. ولعل مثل هذه النظرة هي التي تبعد الناس عن الروح العدوانية المتكبّرة التي تثيرها مشاعر الاستعلاء والزهو الذاتي ، لينطلقوا جميعا من مواقع النشاطات والأعمال التي يتدافع الناس للتسابق إليها في ميدان الحياة.
(انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) ثم تتابع هذه الآية ، التأكيد على الفكرة في توجيه النظر إلى ما يتضمنه هذا الاتجاه في التزكية للنفس من افتراء على الله ، لأنهم ينسبون هذا الامتياز الذي يدّعونه لأنفسهم إلى قول الله ووحيه ؛ (وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً) وأي إثم أعظم من الكذب على الله ، في ما لم يقله ولم يجعله لأحد.
* * *