تعميق الإحساس بقيمة الحياة في الجانب الفكري والعملي من حياة الإنسان ، وفي ضوء ذلك لا نستطيع الموافقة على أن النصرانية تكتفي بالدية فلا تتجاوزها إلى القصاص لأن الدية لا تنجسم مع تقرير مبدأ احترام الحياة كحل للمشكلة ، بل يمكن أن تكون كما شرّعها الإسلام بديلا عن القصاص في مجالات العفو والتسامح ، لا بديلا مطلقا في كل الأحوال.
وقد يتحدث البعض عن وجود هذا التشريع في غير الديانات من الشرائع التي كانت مطروحة لدى بعض الشعوب ، كشريعة حمورابي وغيره ، ولكننا لا نستبعد أن كثيرا من تلك الشرائع كانت مستمدة من الرسالات السماوية التي حدثنا القرآن أنها كانت السبّاقة في معالجة قضايا الإنسان ومشاكله العامة والخاصة.
* * *
فلسفة التشريع في القصاص
ونحن هنا ، في حركة التفسير ، نريد دراسة التشريع في الإطار الإسلامي ، من خلال امتداده في الحياة ، هل هو من التشريعات الصالحة للحياة ، مع التطورات الجديدة التي طرأت على أساليب العقوبات ، وعلى تطور الحياة في مواجهة العلاقات الاجتماعية والتكوين الجديد للمجتمعات ، أم أنه من التشريعات التي تجاوزها الزمن فلم تعد صالحة لمعالجة مشاكله المتنوعة المعقدة؟
ربما يحتاج الجواب إلى مزيد من التفصيل والتبسيط في آن.
لا بد لنا عند دراسة أي حكم شرعي ، من الانطلاق من نقطة أساسية ،