وذلك كالجوع ، فلا يمكن الامتناع منه. قال الطبرسي : «والفرق بين الاضطرار والإلجاء أن الإلجاء قد تتوفر معه الدواعي إلى الفعل من جهة الضرر والنفع ، وليس كذلك الاضطرار»(١).
(باغٍ) : البغي : تجاوز الاقتصاد في ما يتحرى ، وبغى : تكبّر ، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له. قال الطباطبائي : «غير ظالم ولا متجاوز حدّه» (٢).
(عادٍ) : العدو : التجاوز ، ومنافاة الالتئام ، فتارة يعتبر بالقلب ، فيقال له : العداوة والمعاداة ، وتارة بالمشي ، فيقال له : العدوان ، والعدو ، وقيل : غير باغ على الإمام ولا عاد في المعصية طريق المخبتين.
* * *
التشريع لم يمنع طيبا
في هذه الآية نداء للمؤمنين بإباحة طيبات الرزق ، والدعوة إلى شكر الله على ذلك ، وتحريم بعض الأشياء عليهم ، لأن ذلك كله من نتائج الإيمان بالله ، فإن المؤمنين بالله هم الذين يقبلون على ما رزقهم الله من طيبات الحياة إقبال الواعين لمصدر الرزق ، العارفين بما يشتمل عليه من نعمة وافرة وفضل عظيم بما توفره له من رخاء الحياة ولذتها وسعادتها ، فيندفعون ـ من عمق إيمانهم ـ إلى الشكر العظيم لله ، باعتبار أن الشكر العملي يمثل التجسيد الحي للشعور العميق بعبوديتهم لله وخضوعهم له ، وإيمانهم بأنه أهل للعبادة ، لأنه مصدر الخير كله للإنسان في وجوده الممتد بكل النعم والألطاف. وقد يوحي أسلوب
__________________
(١) مجمع البيان ، ج : ١ ، ص : ٤٦٦.
(٢) تفسير الميزان ، ج : ١ ، ص : ٤٢٦.