والوثائق المكتوبة والموجودة. ويمكن القول في الوقت نفسه ان لثورة الحسين أربعة أبعاد تتمثّل في : الهدم ، والبناء ، والتجديد ، والابداع. وهو ما يمكن بيانه في ما يلي :
الهدم : هدم الصرح أو البناء الّذي أتاح للامويين ارتكاب المظالم باسم الدين ، وجعلهم يستغلّون منصب الخلافة لتشييد قصور لهوهم وفسقهم على جماجم الاحرار والمساكين ، والقضاء على كلّ صوت حرّ. لقد حطّمت ثورة كربلاء صرح الظلم واستغفال الناس ، وزعزعت اركانه.
البناء : ومعناه بثّ روح المروءة واليقظة في جسد المجتمع الاسلامي وتربية جيل مؤمن يحبّ الشهادة ويناهض السلطة الظالمة. والدليل على ذلك هو الحركات الثورية التي انبثقت في اعقاب واقعة عاشوراء.
التجديد : بعثت ثورة الحسين من جديد جميع القيم والمفاهيم الدينية التي طمست وطواها النسيان بفعل المؤامرات والخطط المدروسة التي وضعها بنو اميّة. واعيد إلى الواجهة رأي الدين في الحكومة والحاكم وبيت المال وحقوق الامّة. وسرت في بناء الايمان والعقيدة روح جديدة ، وقضي على التحريف ، وغدت النفوس الذليلة عزيزة وقادرة على الوقوف بوجه الطاغوت ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الابداع : حيث ظهرت امام البشرية نماذج حيّة وكبرى وشجاعة وأصبحت شوكة في عيون الجائرين المعتدين على حقوق المساكين. واوجدت نهجا تحرّريا مشبعا بروح التقوى والاخلاص. وظل على مدى التاريخ سببا في سلب النوم من عيون الجبابرة والمتكبرين يقض مضاجعهم على الدوام. وقد ظهر هذا النهج عبر ايجاد هوية انسانية واسلامية جديدة في المجتمع ، حيث قدم الحسين عليهالسلام درسا في الحريّة والمروءة حتّى لغير المسلمين.
تتلخّص ماهية ثورة الطف في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واحياء