زيارة اي إمام ولا حتى زيارة قبر الرسول صلىاللهعليهوآله. وجاء في بعض الاحاديث انّ زيارة الإمام الحسين عليهالسلام أفضل وأرجح حتّى من زيارة الكعبة ، وان لها من الاجر والثواب ما يعادل عشرات ومئات الحجج والعمرات. ويتبيّن من لحن الروايات وكأنّها تريد الايحاء إلى انها في حدّ «الفريضة» على الشيعة ، وتحبّذ عدم تركها لأي سبب أو خطر أو مانع ، وترى في تركها جفاء له.
روي عن الإمام الصادق عليهالسلام انّه قال : «زيارة الحسين بن علي واجبة على كلّ من يقرّ للحسين بالامامة من الله عزوجل» (١). انّ ثمّة تلازم بين الاعتقاد بالامامة وزيارة الإمام في (حال حياته أو بعد مماته). وقد أولت الروايات لهذه المسألة أهمية خاصة. انّ الزيارة اذا اقترنت بالخوف فانّ لها قيمة وأجرا كبير. وهذا يعكس التأثير الاجتماعي للزيارة ، ويظهر مدى ولاء وتضحية الزائر.
قال الإمام الصادق عليهالسلام لابن بكير الذي كان يتحدث عن مدى ما لقيه من خوف وهلع في الطريق إلى زيارة أبي عبد الله عليهالسلام : ألا تحب ان يراك الله فينا خائفا (٢)؟ وقال الإمام الباقر عليهالسلام في جوابه لزرارة حين سأله عن زيارة الحسين عليهالسلام على خوف : ان الله يكتب له الامان يوم القيامة (٣).
وقال جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام لمحمد بن مسلم الذي كان يذهب لزيارة الحسين عليهالسلام وهو خائف : «ما كان من هذا اشد فالثواب فيه على قدر الخوف ومن خاف في اتيانه آمن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين ...» (٤).
وجاء عن الإمام الصادق عليهالسلام في حديث طويل أشار فيه إلى ثواب
__________________
(١) وسائل الشيعة ١٠ : ٣٤٦ ، أمالي الصدوق : ١٢٣ ، جاء في «المزار» للشيخ المفيد عن الإمام الباقر عليهالسلام انّه قال : «مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي ، فان اتيانه مفترض على كل مؤمن يقرّ للحسين عليهالسلام بالامامة من الله عزوجل.
(٢) وسائل الشيعة ١٠ : ٣٤٥ ، بحار الانوار ٩٨ : ١١.
(٣) كامل الزيارات : ١٢٥ ، وسائل الشيعة ١٠ : ٣٥٦.
(٤) كامل الزيارات : ١٢٧ ، وسائل الشيعة ١٠ : ٣٥٧ ، بحار الانوار ٩٨ : ١١.