وقد سبقهم في هذا ، كما سبقهم في الشهادة ليتمّ صدق ريادته للركب الحسينيّ ، بكلّ معنى الكلمة.
مأساة الماء في كربلاء :
وفي كربلاء ، وحديثُ الماء هُناك ذُو شُجُونٍ وشجىً ، ومنائح وأسىً ، وعلى طول طريق الشهادة الّتي سلكها الركبُ الحسيني من المدينة إلى كربلاء ، وفي صحراء كربلاء ، في حرّ الهجير ، ونيران الحرب الضروس ، وقد منعَ القُساةُ العُتاةُ ، الحسينَ وأهلَه وأصحابَه من الوُرود ،
إنّ حرب الماء ومنعه عن الشاربين ، شنشنة عرفناها من قريش والجفاة والقساة من يوم عبد المطّلب ، وقد قرأنا أحاديثها في كتب التاريخ بين شذّاذ العرب على طول التاريخ في مواقفهم في وجه الأشراف من بني هاشم ، واليوم نقرأ منها صفحة جديدة ، في وجه سبط الرسول الحسين بن عليّ وأصحابه في ما قال المؤرّخون :
جاء كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد : أن حُلْ بين حسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتّقيّ الزّكيّ المظلوم عثمان!!!
فبعث خمسمِائة فارس ، فنزلوا على الشريعة ، وحالوا بين الحسين وأصحابه ومنعوهم أن يستقوا منه!!! وذلك قبل قتل الحسين بثلاثة أيّام.
وناداه عَبْد الله بن حصين الأزديّ : يا حسين ألا تنظر إلى الماء كأنّه كبد السّماء؟ والله لا تذوق منه قطرة حتّى تموت عطشاً!!!