رابعاً : في حديث
سائر الأئمّة عليهم السلام
إنّ أبا الفَضْلِ العَبّاسَ عليه السلام
بمآثره الجسيمة تلك ، وأمجاده وبُطولاته ومواقفه المجيدة الّتي سجّلها له التاريخُ
، قد خَلَدَ في خَلَدَ أهل البيت عليهم السلام.
فها هي النصوصُ المأثورةُ عن الأئمّة
المعصومين عليهم السلام تزدهرُ بذكر فضل أبي الفضل ، وتزدهي بذكر مكانته السامية.
وقد تلونا ما ورد عن الإمام السجّاد زين
العابدين عليه السلام وهو شاهَدَ مواقفَ عمّه العَبّاس عليه السلام وبطولاته عن
كَثَبٍ ، حيث عاصرهُ ، وعاشرهُ في عاشوراء ، فكان أصدقَ شاهد عيانٍ على كلّ ذلك.
وما ورد عن الإمام الصادق جعفر بن
محمّدٍ عليهما السلام وفيه الوصفُ البليغُ عن صلابة إيمان العَبّاس عليه السلام
ونفاذ بصيرته ، ومواساته ، وفدائه.
وتلك نصوص الزيارات الواردة عنهم عليهم
السلام المليئة بأبلغ الأوصاف وأزهى المحاسن وأشرف المآثر والمكارم.
حتّى قرأنا أنّ أهل البيت عليهم السلام
خصّصوا للعبّاس وبنيه ، حصّةً من تراثهم في «فَدَكٍ» ذلك الميراثُ النبويُّ
الفاطميُّ العلويُّ ، كي يُوثقوا روابط العُلقة بينهم وبين إخوتهم من فاطمة
الزهراء وأولادها ، فأشركوهم في هذا الميراث الّذي ما زالت ظُلامتُه تُدوّي في أذن
التاريخ ، والّذي يعتبرُ كلّ ذرّةٍ من تُرابه صَرخةً على الظالمين لبضعة رسول الله
وأُمّ عترته وأهل بيته.