وقد ذكر بعض الباحثين أن بعض النحاة يسمي الظرف : (مستقرا) (١) ، ولا بد من الإشارة إلى أن هذه التسمية وردت أولا في مواضع متفرقة من كتاب سيبويه ، إلا أن مقصوده بالمستقر لم يكن هو الظرف بمعنى التابع الخاص الذي هو محل الكلام ، بل أراد به شبه الجملة من الجار والمجرور والظرف إذا وقعت خبرا ، قال : «وتقول : ما كان فيها أحد خير منك ... إذا جعلت (فيها) مستقرا» (٢) ، وقال : «وأما (بك مأخوذ زيد) فإنه لا يكون إلا رفعا ، من قبل أن (بك) لا تكون مستقرا لرجل» (٣) ، وقال : «وتصديق هذا قول العرب : (علي عهد الله لأفعلن) ، ف (عهد) مرتفعة ، و (علي) مستقر لها» (٤).
وإلى ما ذكرته أشار ابن يعيش بقوله : «سيبويه يسمي الظرف الواقع خبرا مستقرا ، لأنه يقدر ب : استقر ، وإن لم يكن خبرا سماه لغوا» (٥).
وإليه أشار السيوطي أيضا ضمن عنوان : الفرق بين الظرف المستقر والظرف اللغو (٦).
__________________
محيي الدين عبد الحميد ١ / ٥١.
ب ـ المذكر والمؤنث ، الفراء ، تحقيق رمضان عبد التواب : ١٠٩.
ج ـ الأصول في النحو ، ابن السراج ، تحقيق عبد الحسين الفتلي ١ / ٢٤٥ ـ ٢٤٦.
د ـ شرح التصريح على التوضيح ، خالد الأزهري ١ / ٣٣٧.
ه ـ حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ، ضبط وتصحيح يوسف البقاعي ١ / ٣٩٥.
(١) المصطلح النحوي ، عوض حمد القوزي : ١٤٢.
(٢) الكتاب ، سيبويه ١ / ٥٥.
(٣) الكتاب ، سيبويه ٢ / ١٢٤.
(٤) الكتاب ٣ / ٥٠٣.
(٥) الكتاب ١ / ٥٥ ، حاشية الصفحة نقلا عن «خزانة الأدب».
(٦) الأشباه والنظائر ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ١ / ٢٣٤.