فلما كان وقت السحر خفق الحسين عليهالسلام برأسه خفقة (١) ثم استيقظ فقال : أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة؟. قالوا : فما رأيت يابن رسول الله؟. قال : رأيت كلابا قد شدّت عليّ لتنهشني وفيها كلب أبقع (٢) رأيته كأشدها عليّ ، وأظن الّذي يتولى قتلي رجل أبرص من هؤلاء القوم. ثم إني رأيت بعد ذلك جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول لي :
يا بنيّ أنت شهيد آل محمّد ، وقد استبشر بك أهل السموات وأهل الصفيح الأعلى ، فليكن إفطارك عندي الليلة. عجّل يا بنيّ ولا تتأخر ، فهذا ملك نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء (٣). فهذا ما رأيت وقد أزف الأمر واقترب الرحيل من هذه الدنيا.
__________________
(١) الخفقة : النومة اليسيرة.
(٢) أبقع : مختلف اللون ، فيه سواد وبياض.
(٣) مقتل المقرم ص ٢٦٧ نقلا عن نفس المهموم ص ١٢٥ عن الشيخ الصدوق.