قد اختلفوا فى قاتله على أقوال أحدها سنان بن أنس النخعي قاله هشام بن محمّد والثانى الحصين بن نمير رماه بسهم ثمّ نزل فذبحه وعلق رأسه فى عنق فرسه ليقترب به الى ابن زياد والثالث مهاجر بن اوس التميمى ، والرابع كثير بن عبد الله الشعبى ، والخامس شمر بن ذى الجوشن والاصحّ انّه سنان بن أنس النخعي ، وشاركه شمر بن ذى الجوشن.
لما دخل سنان على الحجاج قال له أنت قاتل الحسين قال نعم قال أبشر فانك أنت واياه لا تجتمعان فى دار أبدا قالوا فما سمع من الحجاج كلمة خيرا منها ، ثم عدّوا ما فى جسده فوجدوه ثلاثا وثلاثين طعنة برمح وأربعا وثلاثين ضربة بسيف ووجدوا فى ثيابه مائة وعشرين رمية بسهم (١).
٤٩ ـ قال الترمذى : حدثنا ابو سعيد الاشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، حدثنا رزين قال حدثني سلمى ، قالت دخلت على أمّ سلمة وهى تبكى فقلت ما يبكيك قالت رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله تعنى فى المنام وعلى رأسه ولحيته التراب ، فقلت مالك يا رسول الله قال شهدت قتل الحسين آنفا (٢).
٥٠ ـ قال الطبرى : قال هشام : حدثني عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفى ، قال : عطش الحسين حتى اشتد عليه العطش ، فدنا ليشرب من الماء ، فرماه حصين بن تميم بسهم ، فوقع فى فمه ، فجعل يتلقى الدم من فمه ، ويرمى به الى السماء ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم جمع يديه فقال : اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تذر على الأرض منهم أحدا(٣).
__________________
(١) تذكرة الخواص : ٢٥٢.
(٢) صحيح الترمذى : ٥ / ٦٥٧.
(٣) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٤٩.