معه فوقف ، فسأل
عنه فأخبر باسمه ، فقال : هاهنا محطّ ركابهم وهاهنا مهراق دما ، هم ، فسئل من ذلك
فقال : ثقل لآل بيت محمّد ينزلون هاهنا.
ثمّ أمر الحسين
بأثقاله ، فحطّت بذلك المكان يوم الأربعاء غرّة المحرّم من سنة إحدى وستّين وقتل
بعد ذلك بعشرة أيّام وكان قتله يوم عاشورا .
٧ ـ قال الطبرى :
فلمّا أصبح نزل فصلى الغداة ، ثمّ عجّل الركوب ، فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن
يفرّقهم ، فيأتيه الحرّ بن يزيد فيردّهم فيردّه ، فجعل إذا ردّهم الى الكوفة ردّا
شديدا امتنعوا عليه ، فارتفعوا ، فلم يزالوا يتسايرون حتّى انتهوا إلى نينوى ؛
المكان الذي نزل به الحسين ، قال : فاذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكّب
قوسا مقبل من الكوفة ، فوقفوا جميعا ينتظرونه.
فلمّا انتهى إليهم
سلّم على الحرّ بن يزيد وأصحابه ، ولم يسلّم على الحسين عليهالسلام وأصحابه ، فدفع الى الحرّ كتابا من عبيد الله بن زياد ،
فإذا فيه : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابى ، ويقدم عليك رسولى ، فلا
تنزله إلّا بالعراء فى غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولى أن يلزمك ولا يفارقك
حتّى يأتينى بإنفاذك أمرى ، والسلام.
قال : فلمّا قرأ
الكتاب ، قال لهم الحرّ : هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد ، يأمرنى فيه أن
أجعجع بكم فى المكان الذي يأتينى فيه كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره ، ألّا
يفارقنى حتّى أنفذ رأيه وأمره ، فنظر إلى رسول عبيد الله يزيد ابن زياد بن المهاصر
أبو الشعثاء الكندىّ ، ثمّ الهذلى فعنّ له ، فقال : أمالك بن النّسير البدىّ؟
قال : نعم ـ وكان
أحد كندة ـ
فقال له يزيد بن
زياد : ثكلتك أمك! ما ذا جئت فيه؟ قال : وما جئت فيه!
__________________