إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أحكام القرآن [ ج ٣ ]

أحكام القرآن [ ج ٣ ]

394/548
*

وكانت دعوة (١) الجاهلية إذا دعاها الرجل اجتمعت إليه عشيرته ، فاجتمعت إليه قريش عن بكرة أبيها ، فعمّ وخص ، فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم ، أكنتم مصدّقي؟ قالوا : ما جرّبنا عليك كذبا. قال : فإنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد.

قال كعب بن لؤي : يا بنى مرة بن لؤي ، يا آل قصى ، يا آل عبد شمس ، يا آل عبد مناف ، يا آل هاشم ، يا آل عبد المطلب ، يا صفية أم الزبير ، يا فاطمة بنت محمد ، أنقذوا أنفسكم من النار ، إنّى لا أملك لكم من الله شيئا. يا بنى عبد مناف ، يا بنى عبد المطلب ، يا صفية ، يا فاطمة ، سلوني من مالي ما شئتم ، واعلموا أنّ أوليائى يوم القيامة المتّقون ، فإن تكونوا يوم القيامة مع قرابتكم فذلك ، وإياى لا يأتى الناس بالأعمال ، وتأتون بالدنيا تحملونها على أعناقكم ، فأصدّ بوجهي عنكم ، فتقولون : يا محمد ، فأقول : هكذا ـ وصرف وجهه إلى الشقّ الآخر. غير أنّ لكم رحما سأبلّها ببلالها (٢).

فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا! تبّا لك سائر اليوم ، فنزلت (٣) : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ).

وقد روى البخاري عن عمرو بن العاص أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنّ آل أبى طالب ليسوا إلىّ بأولياء ، وإنما وليّى الله وصالح المؤمنين.

قال البخاري : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، قال : وكان في كتاب محمد بن جعفر بياض ، يعنى بعد قوله «إلىّ» ، وقد بينه أبو داود في جمع الصحيحين عن شعبة بالسند الصحيح ، فقال : آل أبى طالب ليسوا إلىّ بأولياء ، إنما ولى الله وصالح المؤمنين. وقد تقدم ذكر ذلك.

المسألة الثانية ـ روى ابن القاسم عن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في اليوم الذي مات فيه : لا يتّكل الناس علىّ بشيء ، لا أحلّ إلا ما أحلّ الله في كتابه ، ولا أحرّم إلّا ما حرّم الله في كتابه ، يا فاطمة بنت رسول الله ، يا صفيه عمة رسول الله ، اعملا لما عند الله ، فإنى لا أغنى عنكما من الله شيئا.

__________________

(١) في م : دعوى.

(٢) سأبلها ببلالها : أى أصلكم في الدنيا ولا أغنى عنكم من الله شيئا.

(النهاية).

(٣) سورة المسد ، آية ١.