سبحانه عنه ، وكان
ذلك كلّه في علم الله تعالى وخبره ، ألا ترى إلى قوله عز وجل : (ثُمَّ أَماتَهُ
فَأَقْبَرَهُ). وقال تعالى : (أَلَمْ نَجْعَلِ
الْأَرْضَ كِفاتاً) (. أَحْياءً
وَأَمْواتاً). ويأتى تحقيقه إن شاء الله ؛ فصار ذلك سنّة باقية في الخلق
، وفرضا على جميع الناس على الكفاية ، من فعله منهم سقط عن الباقين فرضه ؛ وأخصّ
الخلق به الأقربون ، ثم الذين يلونهم من الجيرة ، ثم سائر الناس المسلمين ؛ وهو
حقّ في الكافر أيضا ، وهي :
المسألة الخامسة ـ
روى ناجية بن كعب ، عن علىّ ،
قال : قلت للنبي صلى
الله عليه وسلم : إنّ
عمّك الشيخ الضالّ مات ، فمن يواريه؟ قال : اذهب فوار أباك ، ولا تحدثنّ حدثا حتى
تأتينى. فواريته ، ثم جئت ، فأمرنى أن أغتسل ودعا لي.
المسألة السادسة ـ
قوله تعالى : (أَعَجَزْتُ أَنْ
أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ) :
فيه دليل على قياس
الشّبه ؛ وقد حققناه في الأصول.
المسألة السابعة ـ
قوله تعالى : (فَأَصْبَحَ مِنَ
النَّادِمِينَ) :
وهي تابعة للأحكام
هاهنا لأنها من الأصول ؛ لكنا نشير إليها لتعلّق القلوب بها ، فنقول : من الغريب
أن الله سبحانه قد أخبر عنه أنه ندم وهو في النار ، وقال صلى الله عليه وسلم : الندم توبة.
قلنا : عن هذه
ثلاثة أجوبة :
الأول ـ أنّ
الحديث ليس يصحّ ، لكن المعنى صحيح ، وكل من ندم فقد سلم ، لكن الندم له شروط ،
فكلّ من جاء بشروطه قبل منه ، ومن أخلّ بها أو بشيء منها لم يقبل.
الثاني ـ أنّ
معناه ندم ولم يستمر ندمه ، وإنما يقبل الندم إذا استمر.
الثالث ـ أن الندم
على الماضي إنما ينفع بشرط العزم على ألّا يفعل في المستقبل.
المسألة الثامنة ـ
قوله تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ
كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ) :
__________________