إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أحكام القرآن [ ج ١ ]

أحكام القرآن [ ج ١ ]

497/523
*

الآية دخل في أثناء صلاة الخوف ، فاحتمل أن يكون قوله سبحانه : (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ) أى فرغتم منها فافزعوا إلى ذكر الله ، وإن كنتم في هذه الحال ، كما قال : فإذا فرغت فانصب.

ويحتمل أن يريد فإذا قضيتم الصلاة إذا كنتم فيها قاضين لها ، فأتوها قياما وقعودا وعلى جنوبكم في أثناء الصلاة ومصافّتكم للعدوّ وكرّكم وفركم ، والله أعلم.

والدليل عليه قوله تعالى بعد ذلك ، وهي :

المسألة العاشرة ـ (فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) :

يعنى بحدودها وأهبتها وكمال هيئتها في السفر وكمال عددها في الحضر ؛ ولذلك قال جماعة من السلف ، منهم إبراهيم ومجاهد : يصلّى راحلا وراكبا ، كما جاء في سورة البقرة (١) ، وما قد يومئ (٢) إيماء كما جاء في هذه السورة ويكون في كل حالة حكم له آية أخرى تدلّ عليه وحكم ينفرد به.

المسألة الحادية عشرة ـ قوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً):

قال العلماء : معناه مفروضا ، وزعم بعضهم أنه من الوقت ، وما أظنه ؛ لأنه استعمل في غير الزمان ؛ فإنّ في الحديث الصحيح : وقت رسول الله عليه وسلّم لأهل المدينة ذا الحليفة ؛ فدلّ أنّ معناه مفروضا حقيقة.

ومن قال : إنها منوطة بوقت فقد أخطأ ، وقد عوّلت عليه جماعة من المبتدعة في أنّ الصلاة مرتبطة بوقت إذا زال لم تفعل ، ونحن نقول : إنّ الوقت محلّ للفعل لا شرط فيه ، وإنّ الصلاة واجبة على المكلف لا تسقط عنه إلّا بفعلها مضى الوقت أو بقي. ولا نقول إنّ القضاء بأمر ثان بحال.

وقد ربطنا ذلك على وجهه في أصول الفقه.

وقد قال غيرهم : إنّ موقوتا محدودا بأقوال وأفعال وسنن وفرائض ؛ وكلّ ذلك سائغ لغة محتمل معنى.

__________________

(١) سورة البقرة ، آية ٢٣٩

(٢) هكذا في كل الأصول.