إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أحكام القرآن [ ج ١ ]

أحكام القرآن [ ج ١ ]

449/523
*

المسألة الرابعة والثلاثون ، والخامسة والثلاثون ـ شرح الوجه واليد.

والسادسة والثلاثون ـ دخول الباء على الوجه.

والسابعة والثلاثون ـ سقوط قوله «منه» ، هاهنا وثبوتها في سورة المائدة (١) ، وسيأتى بيان ذلك كله في سورة المائدة إن شاء الله تعالى.

المسألة الثامنة والثلاثون ـ دخول العفو والغفران على ما تقدّم من الأحكام وانتظامها بهما. ووجه ذلك أنّ عفو الله تبارك وتعالى إسقاطه لحقوقه أو بذله لفضله ، ومغفرته ستره على عباده ؛ فوجه الإسقاط ها هنا تخفيف التكليف ، ولو رد بأكثر للزم ، ووجه بدله إعطاؤه الأجر الكثير على الفعل اليسير ، ورفعه عن هذه الأمّة في العبادات الإصر الذي كان وضعه (٢) على سائر الأمم قبلها ، ومغفرته ستره على المقصّرين في الطاعات ؛ وذلك مستقصى في آيات الذكر ، ومنه نبذة في شرح المشكلين ، فلتنظر هنالك إن شاء الله تعالى.

الآية الثانية والثلاثون ـ قوله تعالى (٣) : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ، إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً):

فيها أربع مسائل :

المسألة الأولى ـ اختلف الناس في الأمانات ؛ فقال قوم : هي كلّ ما أخذته بإذن صاحبه.

وقال آخرون : هي ما أخذته بإذن صاحبه لمنفعته.

والصحيح أنّ كليهما أمانة ؛ ومعنى الأمانة في الاشتقاق أنها أمنت من الإفساد.

المسألة الثانية ـ أمر الله تعالى : بأدائها إلى أربابها ، وكان سبب نزولها أمر السرايا ؛ قاله علىّ ومكحول.

وقيل : نزلت في عثمان بن أبى طلحة أخذ (٤) النبىّ صلّى الله عليه وسلّم منه المفتاح يوم الفتح ودخل الكعبة ، فنزل عليه جبريل بهذه الآية ، وخرج النبىّ صلّى الله عليه وسلّم يتلوها ،

__________________

(١) في الآية السادسة من المائدة : فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ...

(٢) في ا : وظفه.

(٣) الآية الثامنة والخمسون.

(٤) أسباب النزول : ٩٠ ، وابن كثير : ٥١٥ ، والقرطبي : ٥ ـ ٢٥٦