والارتياب؟
أجاب
الشيخ : لم يجب ذلك على الإمام عليه السلام
بعد أن كان الناس هم سبب الغيبة والمسؤولين عن عواقبها ، كما أن الله تعالى لا يجب
عليه تعجيل النقمة على العصاة والمفسدين ، مع أن في ذلك توضيحا لقدرته ، وتأكيدا
في حجته ، وزجرا للناس عن معاصيه.
مع أن العلم بترتب الفساد على ظهوره
يمنع من إيجاب ذلك عليه ، وهو الدليل على كون اقتراحه عليه خطأ ، وإنما يكون صوابا
إذا ترتب عليه الصلاح والاصلاح ، والإمام عليه السلام لو علم في ظهوره مصلحة لما
بقي في الغيبة طرفة عين ، ولا فتر عن المسارعة إلى الظهور.
والدليل على عصمته ، مع عدم ظهوره ، هو
الدليل على معرفته لعدم المصلحة في الظهور في هذا الزمان.
والحاصل أن الالتزام بمسلمات الإمامة
وأصولها الثابتة ، يؤدي إلى الالتزام بالواقع حقا لا ريب فيه.
ولا بد أن يجعل هذا أساسا لما يدور من
بحوث حول الغيبة ، وإلا فالبحث عن الغيبة بدون ذلك لغو غير منتج.
أقول : وقد أتبع هذا النهج من الاستدلال
السيد الشريف المرتضى في كتاب (المقنع في الغيبة) تماما.
ثم
إن الشيخ المفيد عارض المعتزلة :
حيث أنهم من المتصلبين في التشنيع على
الإمامية بالقول في الغيبة ، ومرور الزمان بغير ظهور الإمام؟!
مع أنهم يوافقون على الأصول المسلمة
للإمامة : فهم يقولون بوجوب