انحراف تفسير الشيخ طنطاوي جوهري بالصور التالية (١) :
١) يفسّر الآيات القرآنية تفسيرا لفظيا مختصرا ، ثم سرعان ما ينطلق لذكر أبحاث علمية مستفيضة يسميها «لطائف أو جواهر» ، وتلك الأبحاث المستفيضة بطبيعة الحال أفكار علماء الشرق والغرب في عصره ، وهو بهذا جعل تفسيره يخرج عن موضوعه الأساس ألا «وهو إظهار معاني القرآن بالطريقة الشرعية» حتى قال بعض نقاده «فيه من كل شيء سوى التفسير».
٢) إيداعه في تفسيره صور النباتات والحيوانات والمناظر الطبيعية وتجارب العلوم ، وهذا ما لا يعهده المسلمون في تفسير القرآن العزيز.
٣) اعتماده في تفسير كثير من الحقائق الدينية التي جاء بها القرآن نقية صافية ، على ما جاء عن أفلاطون في نظريته ، وهذا ما لا يجوز شرعا لأن القرآن بحقائقه الثابتة الناصعة بغنى عن أوهام الفلسفة الأفلاطونية.
٤) ركونه إلى تفسيرات الباطنية الباطلة في رسائل إخوان الصفا ، فهو حين ينقلها يبدي رضاه عنها وتصديقه بها مع أنها تخالف الثابت من نصوص الكتاب والسنة.
٥) استخراجه علوما مزعومة بواسطة حساب الجمل الذي لا يوصل إلى حقيقة ثابتة ، وهذه طريقة أخذت عن اليهود ، كما أنه يعتمد أوهام تحضير الأرواح التي يقول بها الخرّاصون.
هذه هي مجمل الأمور التي جعلت تفسيره يخرج عن منهج علمائنا الثقات الأثبات في تفسير القرآن الكريم.
أما مدّعي التجديد ، كما يسميهم خالد العك ، فيذكر ثلاثة منهم ، هم مصطفى محمود في «تفسيراته العصرية للقرآن الكريم» ، والشيخ أبو زيد الدمنهوري في «الهداية والعرفان في تفسير القرآن» ، والأستاذ عبد الودود يوسف في تفسيره «تفسير المؤمنين» ، ويذكر أن انحرافات مصطفى محمود نشأت من النقاط التالية (٢) :
١) تصويره أن القرآن الكريم إذا لم يقدّم للناس علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة ، فليس صالحا لزماننا ولا جديرا بأن تسيغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري.
٢) تفلّته من قيود الآداب الإسلامية في التعبير في التفسير ، فوقع في أسر الانفعال والرغبة في التعبير المتحرر من الألفاظ الرصينة الهادفة لأسمى
__________________
(١) أصول التفسير وقواعده ـ د. خالد عبد الرحمن العك ، ص ٢٥٣.
(٢) المصدر السابق ، ص ٢٥٥.