أو ظنّا (١) ، لا مجرّد كونه (٢) ربما يؤدّي إليه ـ المجامع (٣) للاحتمال المساوي أو المرجوح ، على ما هو الظاهر من لفظة «ربما» (٤) (*) كما لا يخفى على المتتبّع
______________________________________________________
يدل على الجواز في الجميع ، ولا يمكن الالتزام به ، فلا بد من رفع اليد عن المكاتبة والتماس دليل آخر على الحكم.
هذا توضيح الوجه الأوّل ، وسيأتي الوجهان الآخران.
(١) إذ الخوف حالة نفسانية تحصل بالعلم أو الظن بالمخوف ، لا بالأعم منهما ومن الشك والوهم.
(٢) أي : كون البقاء ربما يؤدي إلى الخراب ولو احتمالا موهوما.
(٣) صفة ل «مجرّد كونه». والمراد بمجرد الأداء مطلقه ، سواء أكان معلوما أو مظنونا أو مشكوكا فيه أو موهوما.
(٤) يعني : أن إرادة الاحتمال المساوي والمرجوح نشأت من ظهور «ربما» في الأعم. ولعلّ منشأه ما نسب إلى بعض النحاة من : «أنّ ربّ للتقليل وكم للتكثير ، فلا يقال : ربما رأيته كثيرا» (١).
__________________
(*) هذا في غاية الغرابة ، فإن كلمة «ربما» عند أهل العربية تدل على قلة مدخولها وجودا ، كما في قولك : «ربّ رجل كريم لقيته» يعنى أن الكرام الذين لقيتهم قليلون بالنسبة إلى الرجال الكرام الذين لم ألقهم. في مقابل «كم» الخبرية التي تدل على الكثرة. وقد تستعمل «ربّ» بالتشديد مع «ما» أو بدونها في الكثرة.
قال في شرح الجامي : «وربّ للتقليل أي لإنشاء التقليل ، ولهذا وجب لها صدر الكلام ، كما أن ـ كم ـ وجب لها صدر الكلام ، لكونها لإنشاء التكثير ...» (٢).
__________________
(١) لسان العرب ، ج ١ ، ص ٤٠٨.
(٢) شرح الجامي ، ص ٣٣٨ ، طبعة بمبئي ١٣١٩.