وكلا هذين المصدرين (الخصية والمبيض) يتكوّنان في مراحلهما الجنينيّة في المنطقة المسماة عند الجنين بالتناسلية ، وتقع ما بين ما بين العمود الفقري والأضلاع. وفيما تنزل الخصية تدريجيا لتصل إلى مستقرها في «كيس الصفن». ينزل المبيض وبشكل تدريجي أيضا ليستقر في حوض المرأة ويلتصق برحمها. ومن هنا يتمثل لذوي الألباب الإعجاز القرآني العظيم الوارد في سورة الطارق ، الآيات من ٥ إلى ٧ (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ) (٦) (ماء المني أو ماء البويضة) (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) (العمود الفقري) (وَالتَّرائِبِ) (الأضلاع). يبلغ قطر البويضة ١٢٠ ـ ١٥٠ ميكرون ، ويبلغ عددها في مبيض الطفلة المولودة حديثا ، حوالي ال ٣٠٠ مليون بويضة ، يتناقص عددها بعد ذلك بشكل تنازلي حادّ ، ليصل إلى ما بين ٢٠٠ ـ ٣٠٠ بويضة عند البلوغ ، ولتخرج واحدة منها فقط ، كل شهر وحتى سنّ اليأس.
أما الحيوان المنوي فيبلغ طوله حوالي ٦٥ ميكرون وقطره حوالي ال ٥ ميكرون ، ويتألف من خمسة أجزاء رئيسة : الرأس ، العنق ، المنطقة الوسطى ، المنطقة الأساس ، المنطقة النهائية أو الذيل. يبلغ عدد الحيوانات المنوية في كل سنتمتر مكعب واحد من السائل المنوي البشري ، حوالي ال ١٠٠ مليون ، لكن ما يصل إلى البويضة لا يتعدّى ال ٥٠٠ حيوان منوي ، وذلك بعد أن تموت الملايين منها في الطريق إليها ، ثم تتحلل هذه الحيوانات المنوية ال ٥٠٠ حول البويضة لتذيب جدارها السميك وتسمح لواحد منها فقط ، بالدخول والاتحاد معها ، لتكوين النطفة ، الأمشاج المذكورة في الآية رقم ٢ من سورة الإنسان : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً) (٢) [الإنسان : ٢].