الكاف والميم في (لكم) ، وصححه أبو حيان وقال في «البحر» (١) : الظاهر أن (من) في موضع جر عطفا على الضمير المجرور في (لكم) ، وهو مذهب الكوفيين ويونس والأخفش. انتهى.
هذا ، وأما النظم ، فالشواهد منه كثيرة :
١ ـ منها : ما أنشده سيبويه في كتابه :
فاليوم قربت (٢) تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب فما بك والأيام من عجب (٣) |
فعطف «الأيام» على الضمير المجرور في «بك» من غير إعادة الجار.
قال العيني في «شرح الشواهد» (٤) : وهذا جائز عند الكوفية ويونس والأخفش وقطرب والشلوبين وابن مالك ، وأجاز البصرية أن مثل هذا محمول على الشذوذ ، وفيه نظر لا يخفى. انتهى.
ولما كان شيخنا (رحمهالله) قد كتب شرحه على «البهجة المرضية» على نسخة سقيمة منها ، وفيها : «وأنشأ سيبويه : فاذهب فما بك والأيام من عجب» حسب أن قائله سيبويه ، ومن ثم أورد عليه : بأن ما قاله سيبويه لا تثبت به القواعد اللغوية المبتنية على كلام العرب الموثوق بعربيتهم.
ثم قال (رحمهالله) : نعم ، لو كان قائله عربيا فصيحا وكان هو ناقله لقبلناه. انتهى كلامه.
__________________
(١) البحر المحيط ٥ / ٤٥٠ ـ ٤٥١ ، شواهد التوضيح والتصحيح : ٥٥.
(٢) وروي : قد بت.
(٣) اختلف في قائله ، فقيل : للأعشى ، وقيل : لخفاف بن ندبة ، وقيل : لعباس بن مرداس.
(٤) شرح شواهد الأشموني على الألفية ٣ / ١١٥.