الخطاب لرسول الله وأحد المفعولين (الَّذِينَ يَفْرَحُونَ) والثاني (بِمَفازَةٍ) و (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) تأكيد. وقرئ بضمّ الباء فيهما على خطاب الرسول والمؤمنين ، وبالياء وفتح الباء فيهما على أنّ الفعل للرسول.
وقرء أبو عمرو بالياء وفتح الباء في الأوّل ، وضمّها في الثاني ، على أن الفعل للّذين يفرحون ، فمفعولاه محذوفان يدل عليهما مفعولا مؤكدة ، أو المفعول الأول محذوف وقوله (فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ) تأكيد للفعل وفاعله ومفعوله الأول.
روى (١) أنّ رسول الله سأل اليهود عن شيء ممّا في التوراة فكتموا الحق وأخبروه بخلافه وأروه أنهم قد صدقوه واستحمدوا إليه وفرحوا بما فعلوا ، فاطلع الله نبيه صلىاللهعليهوآله على ذلك وسلّاه بما أنزل من وعيدهم.
وقيل يفرحون بما فعلوا من كتمان نعت محمّد صلىاللهعليهوآله ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا من اتباع دين إبراهيم ، حيث ادعوا أن إبراهيم كان على اليهوديّة وأنّهم على دينه.
وقيل : هم قوم تخلّفوا عن الغزو مع رسول الله ، فلمّا قفل اعتذروا إليه بأنّهم رأوا المصلحة في التخلّف واستحمدوا إليه بترك الخروج.
وقيل : هم المنافقون يفرحون بما أتوا من إظهار الايمان للمسلمين ومنافقتهم
__________________
(١) الكشاف تفسير الآية ١٨٨ من سورة آل عمران.