وقال العباس بن الأحنف (١) :
وقد زعمت جمل بأني أريدها |
|
على نفسها تبّا لذلك من فعل (٢) |
سلوا عن قميصي مثل شاهد يوسف |
|
فإنّ قميصي لم يكن قدّ من قبل (٣) |
قال المتنبي :
كأن كل سؤال في مسامعه |
|
قميص يوسف في أجفان يعقوب (٤) |
وقال أبو عثمان الخالدي (٥) للمهلبي (٦) الوزير ، وذكر معز الدولة أبا الحسن (٧) :
__________________
(١) العباس بن الأحنف من بني حنيفة. كان شاعرا ظريفا مفوها ، منشؤه بغداد. عرف بغزله الرقيق. انظر : طبقات الشعراء : ٢٥٤ ـ ٢٥٧.
(٢) روايته في ديوان العباس : ٢١٣.
وقد زعمت يمن بأني أريدها. في ثمار القلوب : وقد زعمت جمل.
(٣) إشارة إلى قوله تعالى : (قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ) يوسف : ٢٦ ، ٢٧.
(٤) في الأصل : (كأن كل سواك) والبيت في ديوان المتنبي ١ / ٩٥ ، ويريد المتنبي بالبيت أن الممدوح يسر ويبتهج إذا سمع سؤال سائل يستجديه ابتهاج يعقوب حين شمّ قميص يوسف ، وذلك لكرمه وجوده.
والبيت من قصيدة يمدح بها المتنبي كافورا سنة أربع وأربعين وثلثمائة ومطلعها :
من الجآذر في زي الأعاريب |
|
حمر الحلي والمطايا والجلابيب |
وفي بيت المتنبي إشارة إلى قوله تعالى : (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً) يوسف : ٩٦.
(٥) أبو عثمان الخالدي : هو سعيد بن هاشم شاعر وأديب ، وهو أخو محمد الذي عرف وإياه باسم الخالديين. ولهما الكتاب المشهور (الأشباه والنظائر) انظر : الفهرست : ٢٤٦ ، اللباب ١ / ٣٣٩.
(٦) المهلبي : هو الحسن بن محمد بن هارون المكنى أبا محمد من ولد المهلب بن أبي صفرة ، استوزره معز الدولة وبقي في وزارته ثلاث عشرة سنة توفي سنة ٣٥١ ه ، انظر : المنتظم : ٧ ، ٩ ، ١٠. يتيمة الدهر ٢ / ٢٢٣.
(٧) معز الدولة : هو أبو الحسن أحمد بن بويه. دخل بغداد سنة ٣٣٤ ه واعترف الخليفة المستكفي به ومنحه ثقته ، ولقبه أمير الأمراء فضلا عن لقب معز الدولة. انظر : طبقات سلاطين الإسلام ١٣٥.