(والسراج ، الزاهر
الذي يزهر بالليل ، والمسرجة التي توضع فيها الفتيلة ، وأسرجت الدابة والشمس ،
سراج النهار ، والهدى سراج المؤمنين) .
وأما منير ، ففي
لسان العرب : (النور ضد الظلمة ، وفي المحكم النور : الضوء أيا كان ، وقيل : هو
شعاعه وسطوعه ، والجمع أنوار ونيران ، وقد نار نورا واستنار) .
وفي المصباح
المنير : (النور ، الضوء وهو خلاف الظلمة ، والجمع أنوار ، وأنار الصبح إنارة أضاء
ونور تنويرا واستنار استنارة كلها لازمة ، ونار الشيء ينور نيارا بالكسر ، وبه سمي
أضاء أيضا فهو نير) .
وأما معنى الضياء
، فالضوء : (بالضم ، الضياء وضاءت النار تضوء ضوءا وضوءا ، وأضاءت أيضا وأضاءت
غيرها يتعدى) .
من خلال هذا العرض
يمكن لنا استخلاص معطيات الآيات القرآنية كما يلي :
أولا : تبين لنا
أن الشمس قد وصفت بأنها «سراج ومضيء» والقمر دائما يوصف بأنه منير.
ثانيا : من
المعلوم أن السراج تتقد فيه الحرارة المتوهجة فيرسل معها ضياء حراريا ، وهذا هو
شأن الشمس ، أما الإنارة ، فهي التي تملأ الحيز نورا وضياء دونما حرارة ، وهذا هو
شأن القمر ، فالقرآن إذا عرض الشمس وصفها بأنها سراج مضيء ، لأن حرارتها تنبعث من
داخلها ، وإذا عرض القمر وصفه بأنه منير لأن إنارته وضياءه مستمد من الشمس لا من
ذاته ، لأن القمر جرم قد برد مع مرور الزمن بعد تكوينه من الغبار ، كما سيؤكّده
لنا علماء الفلك.
الحقائق العلمية :
هذا البيان
القرآني المعجز ، الذي وصف به حقيقة كلّ من الشمس والقمر ،
__________________