رابعا ـ الإمام
السيوطي :
ثم جاء الإمام
جلال الدين السيوطي ليؤكد في كتابيه «الإتقان في علوم القرآن» و «معترك الأقران»
ما ذهب إليه من قبله من العلماء ، بأن القرآن يحتوي على علم الأولين والآخرين ،
ونراه يسوق طائفة من الآيات والأحاديث والآثار وأقوال العلماء ليدلل على ما ذهب
إليه.
فمن الآيات قوله
تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ
فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما
فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) وقوله تعالى : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ
الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) .
ومن الأحاديث ما
روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : (سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنها ستكون فتنة» فقلت : ما المخرج منها يا رسول
الله؟ قال : «كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم ، وهو
الفصل ليس بالهزل ، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدي في غيره أضله
الله ، وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، هو الذي
لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق عن
كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه ، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا : إنا
سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن
حكم به عدل ، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم خذها إليك يا أعور) .
ومن الآثار : (ما
روي عن ابن مسعود أنه قال : من أراد العلم فعليه بالقرآن فإن فيه خبر الأولين
والآخرين ، وعن الحسن قال : أنزل الله مائة وأربعة كتب أودع علومها
__________________