الكتاب ، وقال :
والله قد سمعت من محمّد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وانّ
له لحلاوة ، وانّ عليه لطلاوة ، وانّ أعلاه لمثمر ، وإنّ أسفله لمغدق ، وانّه
ليعلو وما يعلى عليه.
فقد أدرك مُنطيق
قريش بصفاء ذهنه ما يحتوي عليه القرآن من أسرار وكنوز.
نعم ، قد سبقه
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك حيث عَرّف القرآن ، بقوله :
«له ظهر وبطن ،
وظاهره حُكْم ، وباطنُه عِلْم ، وظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه
نجوم ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة».
وقد أفاض الإمام
أمير المؤمنين عليهالسلام في بيان أبعاد القرآن غير المتناهية ، وقال في خطبة يصف
فيها القرآن بقوله : «أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو
توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ـ إلى أن قال : ـ وينابيع العلم وبحوره ، ورياض
العدل وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه
المنتزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون».
وقد أثبت توالي
التأليف حول القرآن الكريم على مختلف الأصعدة ، انّه كتاب القرون والأعصار ، وحجّة
خالدة للناس إلى يوم القيامة ، وقد استحوذ الكتاب العزيز على اهتمام بالغ لم يَحظ
به أي كتاب آخر.
__________________