قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الأقسام في القرآن الكريم

الأقسام في القرآن الكريم

الأقسام في القرآن الكريم

تحمیل

الأقسام في القرآن الكريم

188/200
*

غير ذلك من الصفات السلبية الواردة في القرآن الكريم.

وصنف آخر يصفه بصفات إيجابية تجعله في قمة الكرامة والعظمة.

فقد بلغت به الكرامة انّه صار «مسجوداً للملائكة» (١) ، مخلوقاً بفطرة الله (٢) ، منشأ بأحسن تقويم (٣) ، مفضلاً على كثير من المخلوقات (٤) ، حاملاً لأمانة الله (٥) ، سائراً في البر والبحر ومرزوقاً من الطيبات ومكرماً عند الله (٦) ، إلى غير ذلك من الآيات التي تصف الإنسان بصفات إيجابية.

ولا منافاة بين الصنفين من الآيات ، وذلك لأنّ تلك الكرامة إنّما هي للإنسان الذي تمتع بكلا الوصفين ، فهو عندما يلبّي نداء العقل والشرع ينل كرامته العليا ، ويكون مظهراً لقوله : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفضيلاً) (٧) ، ولو خضع لدعوة النفس والهوى ، يكون مظهراً للصفات السلبية ، كفوراً يؤساً هلوعاً كنوداً إلى غير ذلك من الصفات الذميمة. فالكمال كلّ الكمال لإنسان تكمن فيه قوى الخير والشر فيقوي إحداهما على الأُخرى بإرادة واختيار دون أي وازع ، فلو جبل على إحدى القوتين دون الأُخرى لما استحق المدح ولا اللوم دون ما إذا كان فيه أرضية الخير والشر فيعالج أرضية الشر بتوجيهها نحو الخير والكمال ، ولذلك نرى انّه سبحانه يستثني بعد الحكم على الإنسان بقوله :

__________________

(١) الأعراف : ١١.

(٢) الروم : ٣٠.

(٣) التين : ٤.

(٤) الإسراء : ٧٠.

(٥) الأحزاب : ٧٢.

(٦) الإسراء : ٧٠.

(٧) الإسراء : ٧٠.