والمراد من حافظ
هم الموكلون على كتابة أعمال الإنسان حسنها وسيئها ، يحاسب عليها يوم القيامة
ويجزى بها فالحافظ هو الملك والمحفوظ هو العمل ، قال تعالى : (وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظينَ* كِراماً
كاتِبين* يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُون) ويحتمل أن يراد من حافظ هو القوة الحافظة للإنسان من الموت
وفساد البدن ولعلّه إليه يرشد قوله سبحانه : (وَهُوَ القاهِرُ
فَوقَ عِبادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَة).
والقوى الظاهرية
والمادية والمعنوية التي هي من جنود ربنا والتي وكّلت لحفظ الإنسان من الشر إلى أن
ينقضي عمره ، هم الحفظة ، ولكن المعنى الأوّل هو الأنسب.
بقي هنا أمران :
الأوّل : انّ
المراد من النجم الثاقب هو كوكب زحل ، فانّه من أبعد النجوم في مجموعتنا الشمسية
التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة وقيل لزحل عشرة أقمار يمكن رؤية ثمانية منها
بالناظور العادي.
ولا يمكن رؤية
الآخرين إلّابالنواظير الكبيرة ، والظاهر انّ المراد مطلق النجم الذي يثقب ضوءه
وإن كان زحل من أظهر مصاديقه.
وأمّا المقسم عليه
فهو قوله : (إِنْ كُلّ نَفْسٍ
لَمّا عَليها حافِظ)
وأمّا الصلة
بينهما بالنحو التالي :
هو انّ السماء
العالية والنجوم التي تتحرك في مدارات منظمة دليل النظم والحساب الدقيق ، فليعلم
الإنسان بأنّ أعماله أيضاً تخضع للحساب الدقيق ، فانّ
__________________