قال ابن السكيت (المتوفّى
عام ٢٤٤ ه) : المثل لفظ يخالف لفظ المضروب له ، ويوافق معناه معنى ذلك اللفظ ،
شبّهوه بالمثال الذي يعمل عليه غيره.
وبما انّ وجه
الشبه والمناسبة التي صارت سبباً لإلقاء هذه الحكمة غير مختصة بمورد دون مورد ،
وإن وردت في مورد خاص يكون المثل آية وعلامة أو علماً للمناسبة الجامعة بين مصاديق
مختلفة.
يقول المبرّد :
فحقيقة المثل ما جعل كالعلم للتشبيه بحال الأوّل ، كقول كعب بن زهير :
كانت مواعيد
عرقوب لها مَثَلاً
|
|
وما مواعيدها
إلّا الأباطيل
|
فمواعيد عرقوب علم
لكل ما لا يصح من المواعيد .
وعلى ذلك فالمثل
السائر كقوله : «في الصيف ضيعتِ اللبن» علم لكل من ضيَّع الفرصة وأهدرها ، كما أن
قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا ينتطح فيها عنزان» علم لكلّ أمر ليس له شأن يعتد به.
كما أنّ قول أبي
الشهداء الحسين بن علي عليهماالسلام : «لو ترك القطا ليلاً لنام» الذي تمثل به الإمام عليهالسلام في جواب أُخته زينب عليهاالسلام ، علم لكل من لا يُترك بحالأو من حُمل على مكروه من غير
إرادة ، إلى غير ذلك من الأمثال الدارجة.
__________________