وفى هذه السورة (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً) «٥٩». وفى الأعراف «١٦٢» (ظَلَمُوا مِنْهُمْ) ، (لأن فى الأعراف) (١) (وَمِنْ قَوْمِ مُوسى) «١٥٩» ، ولقوله : (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) «٧ : ١٦٨».
وفى هذه السورة (فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) «٥٩» ، وفى الأعراف (فَأَرْسَلْنا) «١٦٢» ، لأن لفظ الرسول والرسالة كثرت فى الأعراف ، فجاء ذلك وفقا لما قبله ، وليس كذلك فى سورة البقرة.
١٨ ـ قوله : (فَانْفَجَرَتْ)««٦٠» ، وفى الأعراف : (فَانْبَجَسَتْ) «١٦٠» ، لأن الانفجار : انصباب الماء بكثرة. والانبجاس : ظهور الماء. وكان فى هذه السورة (كُلُوا وَاشْرَبُوا) فذكر بلفظ بليغ. وفى الأعراف : (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) وليس فيه : واشربوا. فلم يبالغ فيه.
١٩ ـ قوله : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) «٦١» فى هذه السورة ، وفى آل عمران : (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍ) «٢١» وفيها وفى النساء : (وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) «١٥٥» ، لأن ما فى البقرة إشارة إلى الحق الذى أذن الله أن تقتل النفس به ، وهو قوله : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) «٦ : ١٥١» فكان الأولى أن يذكر (٢)
__________________
= (اسْكُنُوا) مكان الفاعل كما كان (ادْخُلُوا) مكان المفعول ، فى قوله : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا). فعلى هذا يكون القائم مقام الفاعل لفظا مفردا ، هو القول ، كما كان البداء فاعل قوله : (ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ) ، وإذا خرج قوله : (اسْكُنُوا) عن كونه فاعلا وكان لفظه فى موضع الفاعل ، ولم يتعلق بالفعل الذى قبله تعلق الفاعل بفعله ، ولا تعلق المفعول بفعله الواقع فيه فى قوله : (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا) صار كأنه منفصل عن الفعل فى الحكم ، وإن كان متصلا به فى اللفظ ، وجواب الأمر الذى هو اسكنوا قوله : (نَغْفِرْ لَكُمْ). والجواب فى حكم الابتداء ، ينفصل كما يتصل ، ولا دليل فى اللفظ على انفصاله إلّا بفصل ما أصله أن يكون متعلقا به بحرف عطف ، وهو (سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) ، بحذف الواو منه ، واستئنافه خبرا مفردا. (درة التنزيل ص ١٧ ، ١٨).
(١) ما بين الحاصرين سقط من ب.
(٢) فى أ : فكان الأولى الذكر.