إن الخلق والنعمة ومصير الإنسان ، كل ذلك يقتضي من المكلف أن يعبد الله ، ومن العبادة التسبيح ، فالسورة تقرر وتقيم الحجة وتبني على ذلك.
وسترى صلة السورة بالمحور تفصيلا ، فلا نطيل أكثر من ذلك ههنا ؛ لأن ذلك يقتضينا عرضا كاملا للسورة ، ونحب هنا أن نتوسع في ذكر ظاهرة تحدثنا عنها أكثر من مرة لها علاقة بالاتجاه الذي اتجهنا إليه في هذا التفسير. نحن نلاحظ أن سورة الواقعة بدأت بقوله تعالى : (إِذا) ثم بعد سور كثيرة تأتي سورة المنافقون مبدوءة بقوله تعالى : (إِذا) ثم بعد سور كثيرة تأتي سورتا التكوير والانفطار مبدوءتين بقوله تعالى : (إِذَا) ثم بعد سورة تأتي سورة الانشقاق مبدوءة بقوله تعالى : (إِذَا) ثم بعد سور كثيرة تأتي سورة الزلزلة مبدوءة بقوله تعالى : (إِذا) ثم بعد سور تأتي سورة النصر مبدوءة ب (إِذا) ، ونلاحظ في ما يأتي معنا من السور أن سورة الدهر مبدوءة بقوله تعالى : (هَلْ أَتى ...) ثم بعد سور كثيرة تأتي سورة الغاشية مبدوءة بقوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ ...). ونلاحظ فيما يأتي أن سورة المطففين مبدوءة بقوله تعالى : (وَيْلٌ) ثم بعد سور كثيرة تأتي سورة الهمزة مبدوءة بقوله تعالى : (وَيْلٌ) ونلاحظ من قبل أن سورتي البقرة وآل عمران بدأتا ب (الم) ثم بعد سور كثيرة تأتي أربع سور متوالية مبدوءة ب (الم) هي العنكبوت والروم ولقمان والم السجدة. ونلاحظ أن سورة الصافات بدأت بقسم ، وسور الذاريات والطور والنجم بدأت بقسم ، ثم بعد سور كثيرة تأتي سورة القيامة مبدوءة بقسم ، ثم بعد سورة تأتي سورة المرسلات مبدوءة بقسم ، ثم بعد سورة تأتي سورة النازعات مبدوءة بقسم ، ثم بعد سور تأتي سورتان مبدوءتان بقسم هما البروج والطارق ، ثم بعد سورتين تأتي خمس سور مبدوءة بقسم ، ثم بعد سورة تأتي سورة (والتين) مبدوءة بقسم ، ثم بعد سور تأتي سورة العاديات مبدوءة بقسم ، ثم بعد سورتين تأتي سورة العصر مبدوءة بقسم ، هذه الملاحظات حول تشابه بدايات السور القرآنية. ما تعليله وما تعليل أن تجد السورة الأولى في مجموعة تشبه بدايتها بداية السورة الأولى في مجموعة أخرى. ما تعليل أن تأتي بعض البدايات مرة ثم تغيب لتظهر مرة أخرى ، لا شك أن لذلك سرا ، ولا شك أن له تعليلا.
ونحن في هذا التفسير حاولنا أن نكشف هذا السر ، وأن نذكر ذلك التعليل فإذا