قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن

    إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن

    إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن

    تحمیل

    إرشاد الأذهان إلى تفسير القرآن

    514/609
    *

    ٢٠ ـ (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ...) أي لماذا لم تنزل سورة في الجهاد مع هؤلاء المعاندين والمشركين (فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ) أي غير متشابهة مبيّنة ظاهرة في أمر الجهاد ، (رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي النفاق أو ضعف الإيمان (يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) أي كمن عرضت له الغشية تراه مبهوتا متحيّرا خوفا من الموت (فَأَوْلى لَهُمْ) أولى في هذه الموارد كلمة وعيد ومعناها قد قاربهم الشرّ فليحذروا ، أو فويل لهم بمعنى اللعن والعذاب والزجر.

    ٢١ ـ (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ ...) أي إطاعة أوامر الله والقول بأنّا نجاهد في الله بأموالنا وأنفسنا خير وأحسن قيلا لهم من إظهار الكراهية والاشمئزاز عند نزول آية الجهاد (فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ) أي جاء وقت العمل وتوطين النفس على الفعل (فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ) أي لو عملوا بما كانوا يطلبونه معجّلا من نزول الأمر بالجهاد (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ) أن يصدقوا الله من نفاقهم.

    ٢٢ ـ (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ...) أي أترجون يا معشر المنافقين بأنّكم لو ملّكتم أمر النّاس وتسلّطتم على رقابهم (أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) بأخذ الرّشى وأخذ أموال الناس بغير الحق وقتل النّفس المحترمة وغير ذلك (وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) بأن لا تزوروهم ولا تسألوا عن أحوالهم ولا تساعدوهم فيما يحتاجون إليه ونحو ذلك والاستفهام للتقرير.

    ٢٣ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ ...) أي أبعدهم من رحمته فلا يشملهم فضله وإحسانه وجوده. (فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ) أي خلّاهم وتركهم على ما هم عليه من الأخلاق الرذيلة والعقائد السّخيفة.

    ٢٤ ـ (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ...) أي فلا يتفكّرون بالقرآن حتى يقرّوا بما عليهم من الحق ويعتبروا. (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) أي أم قلوبهم مقفلة لا يدخلها الهدى ولا يصل إليها ذكر.

    ٢٥ ـ (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلى أَدْبارِهِمْ ...) أي رجعوا إلى كفرهم ونفاقهم (مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى) بالحجج الواضحة ، وظهر لهم طريق الحق بالحجج الواضحة (الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ) أي زيّن لهم اتّباع أهوائهم في آمالهم ، أو مدّ أملهم بطول أعمارهم.

    ٢٦ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ...) إلخ أي التّسويل والإمهال كان منه سبحانه ، لأنّ المشركين والمنافقين منهم قالوا للذين كانوا باقين على كفرهم وكانوا كارهين لما أنزل الله من القرآن وما فيه من الأحكام (سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) كالتّظاهر على عداوة محمد (ص) والقعود عن الجهاد. (وَاللهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ) أي يظهرها للنّاس ليفضحها ويكشف سوء سرائرهم.

    ٢٧ ـ (فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ ...) أي كيف يعملون وكيف تكون حالهم إذا توفتهم الملائكة وكانوا (يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ) التي كانوا يتّقون أن تصيبها آفة في القتال فيفرّون ويتجنّبون أذاها.

    ٢٨ ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ ...) أي اتّبعوا ما أغضبه من المعاصي الكبار (وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ) أي ما يرضيه من الإيمان (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) أي أبطل ما عملوا من الخيرات لذلك.

    ٢٩ ـ (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ...) أي هل ظن مرضى النّفاق والعناد (أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) أي لن يبرز الله لرسوله والمؤمنين أحقادهم؟