الذين تنبّهوا بإنذارهم واتّعظوا بمواعظهم فأخلصوا دينهم لله فشملهم الله برحمته وخلّصهم من العذاب بلطفه.
٧٥ ـ (وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ ...) أي حين آيس نوح من إيمان قومه دعانا لننصره (فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) أي فأجبناه أحسن الإجابة.
٧٦ ـ (وَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ...) أي وخلّصناه ومن معه في السفينة من الغم الشديد الذي كان يسببه له قومه.
٧٧ ـ (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ ...) أي بعد الغرق. فالناس كلّهم من بنيه الثلاثة وهم : سام بن نوح ، وحام بن نوح ، ويافث بن نوح.
٧٨ ـ (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ...) أي أبقينا لنوح ذكرا جميلا وثناء عاليا في الأمم المتأخّرة عنه إلى يوم القيامة.
٧٩ ـ (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ ...) أي تركنا على نوح التسليم والصّلوات إلى يوم القيامة في الأمم اللاحقة.
٨٠ ـ (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ...) أي مثل ما جزينا نوحا نفعل ونجزي كلّ من أحسن وفعل ما فعله نوح من الطّاعات وتجنّب المعاصي.
٨١ ـ (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ...) أي أنّ نوحا منهم.
٨٢ ـ (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ...) أي كفرة قومه.
٨٣ ـ (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ ...) أي من أتباع نوح إبراهيم أي أنه على منهاجه وسنته في اتباع الحق.
٨٤ ـ (إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ...) أي حين صدّق وآمن به بقلب خالص من الشّرك بريء من المعاصي على ذلك عاش وعليه مات.
٨٥ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ...) حين رآهم يعبدون الأصنام قال لهم على نحو الاستهجان والتقريع (ما ذا تَعْبُدُونَ) أي أيّ شيء تعبدونه من دون خالقكم.
٨٦ ـ (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ ...) الإفك هو أشنع الكذب ، أي هل تريدون عبادة آلهة غير الله للكذب والبهتان؟
٨٧ ـ (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ؟ ...) أي ما زعمكم وعقيدتكم بمن هو حقيق بالعبادة تأكلون رزقه وتعبدون غيره؟
٨٨ إلى ٩٠ ـ (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ...) أي بعد أن نظر في النجوم (فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) مريض. وكان قومه يخافون العدوى ، (فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ) أي تركوه وحده هاربين خوفا من كون مرضه الطاعون وهو مرض سار.
٩١ و ٩٢ ـ (فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ ...) أي مال على الأصنام التي كان قومه يدّعون انها آلهة خفية ومال عليهم سرّا وكان عندهم طعام صنعوه لها تقريبا إليها وتبركا بها (فَقالَ) إبراهيم (ع) للآلهة استهزاء : (أَلا تَأْكُلُونَ) من هذا الطعام اللذيذ؟ (ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ؟) أي لم لا تجيبونني؟
٩٣ ـ (فَراغَ عَلَيْهِمْ ...) أي فمال عليهم مستخفيا. (ضَرْباً بِالْيَمِينِ) أي أخذ يضربهم ضربا ويكسرها باليمين لأنها أقوى. وقيل : معنى باليمين ، بالقسم الذي كان اقسمه بقوله تالله لأكيدنّ أصنامكم.
٩٤ ـ (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ ...) أي توجه إليه قومه بعد أن اطلعوا على ما فعل بأصنامهم وبعد أن اتهموه بتكسيرها قال لهم :
٩٥ ـ (قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟ ...) استفهام للإنكار ، أي كيف يصح عند عاقل أن يعبد لما يعمله بيده.
٩٦ ـ (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ...) أي الذي ينبغي أن يعبد ويخضع له هو الذي أوجدكم من العدم وأوجد الحجارة التي تعملون منها أصنامكم فكيف تتركون عبادته وتعبدون مصنوعاتكم؟ ٩٧ ـ (قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً ...) قال ابن عباس : بنوا حائطا من حجارة طوله في السّماء ثلاثون ذراعا ، وعرضه عشرون ذراعا ، وملأوه نارا وطرحوه فيه. وذلك قوله (فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ) في النار العظيمة.
٩٨ ـ (فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً ...) أي أرادوا حيلة في هلاكه بأن رموه في النار بواسطة المنجنيق (فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) أي أبطلنا تدبيرهم بأن صاروا مقهورين وجعلنا النار بردا وسلاما على إبراهيم.
٩٩ ـ (وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي ...) إلى ما أمرني ربّي من الأمكنة المقدّسة. قيل هي بيت المقدس. (سَيَهْدِينِ) أي يهديني ربي إلى المكان الذي رضي لي المقام فيه. أو إلى طريق الجنة بطاعتي له وإيماني به.
١٠٠ ـ (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ...) أي أعطني بعض الصّالحين ، يريد الولد. لأن زوجته سارة كانت عقيما فوهبت له خادمتها هاجر فملكها.
١٠١ ـ (فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ...) أي فاستجبنا دعاءه وبشرناه بابن وقور غير مستعجل في الأمور قبل أوانها مع القدرة عليها.
١٠٢ ـ (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ...) أي بلغ الولد السنّ الذي يقدر على السعي في أمور والده معه ، يعني حدّ الشباب (قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى) أي فكّر في الأمر حتى ترى وتعرف رأيك