العجل المقدس ،
ويرمز إلى القوة الجسدية والتفوق فى النسل. وكذلك «حقت» ، المعبودة التى ترسم برأس
ضفدعة ، وكانت تساعد الحوامل فى الولادة. وكان هناك أيضا «خنوم» ، ويظهر فى هيئة
رجل له رأس كبش ، وأمامه عجلة الفخار يشكل عليها الطفل قبل مولده. وكانت هناك «نيت»
، ونسب إليها أنها إلهة التناسل ، وأنها عظيمة الاهتمام بالحوامل. وكانت هناك أيضا
«مسخنت» على هيئة سيدة يعلو رأسها نبات مائى ، وكانت معبودة للولادة.
وفى باب السحر
والتمائم ، نذكر أن المصريين القدماء ـ وخصوصا النساء ـ كانت لهم رقى يتلونها عند
الحمل والولادة. وكانت هناك علامة «عنخ» التى ترمز للحياة ؛ فضلا عن الجعران (وكان
يأخذ صورة الإله رع كرجل يحل فيه الجعران محل رأسه) ، وكان رمزا للتجدد والخلود.
ولكى تضمن المرأة الحامل الحصول على ولادة سهلة وطبيعية ، فقد كانت تستعين بتميمة
تصور امرأة راقدة على سريرها فى هدوء وراحة شديدتين ، وإلى جوارها طفلها الذى
وضعته فى يسر وبلا معاناة.
ومن بين أحد مظاهر
السمو والرقى فى حضارة مصر الفرعونية ، يبرز وجود النساء الطبيبات. فهناك لوحة
تصور الطبيبة «بسيشيت» Peseshet ، وتحمل ألقابا كثيرة منها «المشرفة
على الأطباء» و «رئيسة الطبيبات» ، مما يفهم منه أننا أمام سيدة عظيمة المقام ؛
ومعها مجموعة من النساء يمارسن الطب كطبيبات مؤهلات ولسن مجرد قوابل (دايات). ولا
شك أن عدد هؤلاء الطبيبات كان كبيرا من أجل مواجهة حاجة المجتمع إلى التكاثر
والتناسل ، وكن يتمتعن بقدر كبير من الاحترام والتكريم باعتبار أنهن اللائى يتلقين
المولود الجديد على أيديهن ، سواء كان هذا المولود لفرعون أم لوحدا من عامة الشعب.
والجدير بالذكر هنا أن الطبيب الرجل (ويطلق عليه اسم «سونو») لم يكن يشارك إطلاقا
فى عملية الولادة.
كان المصريون
القدماء على معرفة تامة بماهية الإسهام الذى يؤديه الذكر فى عملية الحمل ، بل إن
الأدب المصرى يعطى للرجل «الدور الجميل» Beau Role
فى تلك العملية. لكنهم لم يعرفوا ما الذى يحدث «للبذرة» فى الداخل ، لكن المصريين
القدماء تأكدوا من وجود نوع من العلاقة بين عدة أشياء مثل الخصيتين والقضيب والمنى
وبين الحمل. وكان الرأى العلمى لديهم أن المنى ينبع من الحبل الشوكى