فقد جاء فى المروى
من الحديث الشريف فى صحيح البخارى : «استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع
..» والضلع المقصود فى حديث النبى صلىاللهعليهوسلم هو ضلع آدم. هكذا بيّن العلماء.
وجاء فى الجامع
لأحكام القرآن للقرطبى أن آدم بقى وحيدا فى الجنة بعض الوقت ولم يكن معه من يستأنس
به ، فألقى الله تعالى عليه النوم وأخذ ضلعا من أضلاعه اليسرى ووضع مكانه لحما ،
وخلق منه حواء ، فلما استيقظ وجد امرأة عند رأسه ، فسألها : من أنت؟ قالت : امرأة
، قال : ولم خلقت؟ قالت : لتسكن إلىّ.
وإلى مثل ذلك ذهبت
التوراة إذ جاء فى الإصحاح (٢ ـ ٢١ ـ ٢٢) ما ترجمته : «ألقى الله على آدم نوما
عميقا ثم أخذ منه أحد أضلاعه. ومن الضلع الذى أخذه الله من الرجل خلق المرأة».
وحرصا منى على ذكر
كافة الآراء التى دارت حول هذا الموضوع ، فيهمنى الإشارة إلى أن الدكتور محمد وصفى
فى كتابه (الارتباط الزمنى والعقائدى بين الأنبياء والرسل) يرفض فكرة خلق حواء من
أحد ضلوع آدم ، ويرى أنها خلقت من نفس العناصر والمكونات التى خلق منها آدم. وفى
رأيه أن حديث الرسول صلىاللهعليهوسلم يدل على معنى مجازى وهو أن الرجل يفقد المرأة ويضيعها إذا
ما حاول مقارنة ضعفها وأنوثتها بصفات الرجولة ، فهى كالضلع الذى وضعه الله فى
القفص الصدرى معوجا فإذا حاول أحد تقويمه أضاعه وأفقده وظيفته.
مم خلق آدم؟
آدم ـ كما أسلفنا
ـ اسم مشتق من أديم الأرض. فسمى آدم ـ كما يقول بعض العلماء ـ بما خلق منه. وشاء
الله أن يخلق جسم آدم طورا بعد طور ، رغم أنه سبحانه قادر على خلقه فى التو
واللحظة ، فهو القائل جل جلاله : (وَما أَمْرُنا إِلَّا
واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر : ٥٠].
فكان خلق آدم على
مراحل وأطوار .. فى البداية كان التراب والماء ، فكان الطين ، كما قال تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ