أو في آخره كما رأينا ذلك في سورة النساء بشكل واضح.
٣ ـ مما يؤكد أن المجموعة تنتهي بما ذكرنا مجئ آية بعدها مبدوءة ب (وَما) وهي قوله تعالى (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) وقد رأينا أن مجئ كلمة (وَما) علامة على بداية مجموعة.
٤ ـ إن الصلة واضحة بين هذه المجموعة وما قبلها ، ومن مظاهر الوضوح أن يأتي قوله تعالى (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) بعد أن قص الله علينا قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
٥ ـ من مظاهر ارتباط هذه المجموعة بسياق السورة قوله تعالى : (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) لاحظ صلة ذلك بأول آية من السورة (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ)
٦ ـ من مظاهر ارتباط المجموعة بمحور السورة من سورة البقرة قوله تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) لاحظ صلة ذلك بقوله تعالى من محور السورة (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) ولنا عودة على السياق.
التفسير :
(إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) أي أن هذه الأمة المتمثلة بجماعة الأنبياء هي أمتكم التي إليها تنتسبون وبها تعتزون (وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) أي أنا الذي ربيتكم اختيارا فاعبدوني شكرا وافتخارا ، أمتكم هي الأمة الإسلامية المتمثلة بالرسل عليهمالسلام من لدن آدم إلى محمد صلىاللهعليهوسلم ، والرب هو الله (وَتَقَطَّعُوا) أي وتقطع الناس (أَمْرَهُمْ) أي أمر الأنبياء (بَيْنَهُمْ) فكل أخذ بجزء وقطعة إلا هذه الأمة المسلمة فقد أخذت أمر الأنبياء كله (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ثم قال تعالى مهددا (كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) أي هؤلاء الذين جهلوا أمر دينهم وساروا فرقا وأحزابا ، والآخرون الذين أخذوا أمر الأنبياء كله وهو الإسلام الكامل ، هؤلاء جميعا راجعون إلينا فنجازيهم على أعمالهم إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ) شيئا (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) أي مصدق بما يجب الإيمان به (فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) أي فإن سعيه مشكور مقبول (وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) أي يكتب جميع عمله فلا يضيع عليه شىء ، والكاتبون هم الحفظة بأمر الله ، والمكتوب هو السعي ، والمكتوب فيه صحائف الأعمال.