وفَصْد عِرْق النَّساء فى وَجَعِه أنْفَعُ من فَصْد الصّافن بكثير ، اللهم الّا أنْ يكون الوجع ليس ممتدّا فيكون الصّافن أنفع فيه ، على أنّهما شُعْبَتا عِرْقٍ واحد وليسا كالباسَلِيْق والقِيْفال فى اليدَين. لكنّ جالينوس يكتفى بذكر الصّافن وعِرْق المابِض. وفَصْد عِرْق النَّسا والصَّافن. وممّا يُفْصَد أيضا العِرْق الذى هو بين الخِنْصِر والبُنصر من الرِّجْل ويُفصد بعده عِرْق النِّسا. وقيل انّ فَصْدَ هذا العِرْق أنْفَع من فَصْد عِرْق النّسا كما انّ فَصْد الأُسَلْيِم أنفع من فَصْد عرق الباسليق فى عِلَل الكَبِد والطِّحال. ويُتبع الفَصْد بمطبوخ السُّوْرِنْجان لاختصاصه بمرض المفاصِل وتَسكينه الوَجَع وتقوية المفاصل وتَنقيتها من الموادِّ وتَضييق مَسالكها حتّى لا تَنصبَّ اليها الموادّ مرّة أخرى.
ـ أمّا الصّفراوىّ فقلّما يحدث من الصّفراء ، لكن من الدّم الصّفراوىّ ، ولذلك يجب أنْ يُبْدَأ بالفَصْد ثمّ الاسهال بعد النّضج بالحبوب التى يأتى ذِكْرُها ، وعناصرُ أدْوِيَتِها (٢٨) شَحْم الحنظل والقَنْطُوْريون والشَّيطرج. ويُعالَج أيضا بالحُقَن. ويجب ألّا يُسْهَل البَلْغم وحده بل مع الصّفراء ، لأنّه اذا أُخْرِج وحده أرسل البلغم الى العُضو مرّة أخرى. ويجب أنْ لا يكون المُسْهِل شديد الحرارة جدّا فيُذيب الأخلاط ويَرُدّ على العضو مثل ما أخذ منه أضعافا مضاعَفة. والسُّورنجان كثير النّفع لاسهال الخلط البارد ، وفيه شىء آخر وهو أنّه يعقب الاسهال قبضا فى المجارى وتَقوية فلا يمكن معهما أنْ ترجع الفُضول المجذوبة بالدّواء التى يتفِّق لها الاستفراغ من العُضو المأووف. وهذا من فعله منْفَردا فيه ، وأكثر المستفرِغات توسِّع المجارى وتتركها واسعة. الّا أنّه يضرّ بالمعدة فيُصْلَح بأنْ يُخْلَط معه شىء من المصطكى والدّارصينى والكَمّون وقد يُخلط به مثل الصَّبِر والمحمودة لقوّه اسهاله. ومن الجيّد استعمال حَبّ