يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
____________________________________
يسار عن رسول الله (ص) اعملوا بكتاب الله فما اشتبه عليكم فاسألوا عنه اهل العلم يخبروكم. الحديث. والذي يشتبه عليهم هو المتشابه. واخرج احمد وابو يعلى في مسنديهما والبيهقي في شعبه والحاكم في مستدركه وابو نعيم في الحلية وسعيد بن منصور في سننه وابن السكن عن الأخضر الانصاري. والديلمي عن أبي ذر جميعا عن رسول الله (ص) ان عليا (ع) يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل هو (ص) على تنزيله. ومفاد الحديث ان امير المؤمنين (ع) كان عالما بتأويل القرآن على حقيقته فهو يقاتل دفاعا عنه وتثبيتا لحقائقه في الدين واساسياته كما قاتل رسول الله (ص) دفاعا عن تنزيله : واما دلالة سياق القرآن فإن تمجيد الراسخين في العلم بهذا التمجيد السامي والصفة الفائقة انما يناسب عطفهم في مقام العلم بالتأويل ورسوخهم فيه ومجدهم في الايمان بمؤداه على بصيرة من أمرهم واما قولهم آمنا فلو أريد به الإيمان بنزول لفظه من دون علم بمعناه ولا عمل به لكان المناسب له وصفهم بتصلبهم في الايمان والتسليم لرسول الله في التنزيل اذن فقوله تعالى (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) حال اي يعلمون تأويله حال كونهم يقولون آمنا اي بما عرفوه من مؤداه فإن الكثير منه هو اساسيات دينية قد اقتضت الحكمة إبهامها حال التنزيل بالإطلاق او العموم او الكناية او غير ذلك مع بيان تأويلها وخصوصية المراد بقرائن الحال او السنة كما وقع مثله في آية الزكاة إذ أهمل مقدارها ووقت أخذها ومورد وجوبها الى سنة ترويضا للناس في أمرها وصعوبتها عليهم. وسيمر ان شاء الله لذلك موارد (كُلٌ) من المحكم والمتشابه والتنزيل والتأويل (مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) وولي أمرنا الحكيم في بيانه لنا وهدانا إلى الحق (وَما يَذَّكَّرُ) من ارشاد القرآن الكريم وهذه الآية الشريفة (إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ ٦ رَبَّنا) اي يا ربنا ومالك أمرنا ومن بيده توفيقنا وخذلاننا. ومناسبة السياق تقتضي ان يكون ذلك دعاء من الراسخين في العلم في التوفيق للثبات على الهدى بما علمهم الله من التأويل (لا تُزِغْ قُلُوبَنا) اي لا تخذلنا وتسلب عنا بسوء اعمالنا لطفك وتوفيقك فتزيغ قلوبنا وتنحرف عن الحق والاستقامة فنبتغي الفتنة بالتلاعب بتأويل القرآن (بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) بلطفك الى معرفة الحق ، والنكتة في نسبة الإزاغة إلى الله هي النكتة في نسبة الإضلال اليه جل شأنه. وهي التنويه بما لتوفيقه من الأثر المحيي