____________________________________
لمّا عاهدنا منه
الوفاء الخ.
والأخبار الواردة من طرقنا الشاهدة علي
هذا المقصد متواترة معني كما لا يخفي ، فالحق إنّ هذا الإطلاق من باب الإطلاق
المشكك المتفاوت بالأولوية والأولية لأنّه (ص) كان نبياً وآدم بين الماء والطين
وكان أحفق بهذا المنصب من غيره لمّا تقدّم من أن تجلّي الروح الأعظم فيه كان
بالحقيقة وفي سائر الأنبياء بالظليّة بل الروح الأعظم في الحقيقة هو نفس الحقيقة
المحمّديّة فهذا من قبيل إطلاق الوجود علي الله تعالي وعلي سائر الموجودات وكذا ما
ذكره من ان الرؤية كانت لمحمّد (ص) فإنّه فاسد باطل قد دلّت البراهين العقلية
والأدلّة النقلية علي إستحالة الرؤية علي الله مطلقا. اللهم إلّا أن يراد بالرؤية
رؤية أكبر الآيات كما قال : «لقد رأي من آيات ربّه الكبري» وسئل الكاظم (ع) هل رأي
رسول الله ربّه؟ فقال نعم رآه بقلبه ، أمّا سمعت الله يقول : «ما كذب الفؤاد ما
رأي» لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد اه.
وكيف كان فإذا إجتمعت في مولانا سيد
الشهداء روح العالمين فداه كمالات هؤلاء الستة صدق إنّه جامع لجميع الكمالات
الناسوتية والملكوتية سوي النبوة فيخلفها فيه الولاية لأنّها في الإمام (ع) بمنزلة
النبوة في النبي (ص) والمراد بالحبيب أمّا المحب أو المحبوب أو كلاهما علي القول
بجواز إستعمال اللفظ الواحد في أكثر من معني واحد ، ولا ريب ان المحبية لله
مستلزمة للمحبوبية فمِن أحب الله أحبّه الله ، ومن أحبّه اللله أحب الله كما قال
(ص) : من أحبّ لقاء الله أحب