عليكم منّي جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
____________________________________
محاربتهم صعب عليه افتتاح مدينة أحد الفريقين وهم الذين كانوا يرون استعمال اللذات في هذا العالم بقدر القصد الذي لا يخرج إلي فساد البدن فجهد حتي افتتحها وقتل منهم جماعة من أهل الحكمة فكانوا يرون جثث قتلاهم مطرحة كأنّها جثث السمك الصافية النقية التّي في الماء الصافي فلما رأوا ذلك ندموا علي فعلهم وأمسكوا عن الباقين اه فإذا كان هؤلاء أجسادهم بهذه المثابة من اللطافة فكيف ظنك بالفتية الذين ربّاهم الحسين بن علي (ع) وصفتهم بالشهادة ، وبلغ بهم أعلي مراتب السعادة.
وقد تقرّرفي محله أن الجسد بالرياضة والتصفية وتهذيب الاخلاق يتلون بلون الروح كما ان الروح بمتابعة النفس الأمّارة بتلون بلون الجسد والله أعلم.
عليكم منّي جميعاً سلام الله أبداً مابقيت وبقي الليل والنهار
تقديم الخبر لافدة الحصر وجميعاً حال من ضمير الجمع ، ويحتمل بعيداً من ضمير النفس اي بلساني وجناني ، وفي أضافة السلام إلي الله أشارة إلي أن اللائق ببهم سلامه تعالي كما قيل :
سلام من الرحمن نحو جنابكم |
|
فإن سلامي لا يليق بباكم |
وأبداً ظرف عامله الإستقرار المحذوف وجوباً وهو الخبر بحسب المعني ، ويحتمل كونه السلام ، وما بقيت أيّ مدة بقائي وبقاء الليل والنهار فهو تفسير بحسب المعني لأبداً ، وما حرفية مصدرية والظرفية مستفادة من المضاف المحذوف ولا تنافي بين نسبة السلام إلي الله وكونه من الزائر