بِالكَفافِ ، ورَضِيَ عَنِ اللّه ، وعاشَ مُجاهِدا. ١
٥ / ٦
شاب يبس نصف بدنه
١٢٩٢. المناقب لابن شهر آشوب : إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليهالسلام سَمِعَ في لَيلَةِ الإِحرامِ مُنادِيا باكِيا ، فَأَمَرَ الحُسَينَ عليهالسلام بِطَلَبِهِ ٢ ، فَلَمّا أتاهُ وَجَدَ شابّا يَبِسَ نِصفُ بَدَنِهِ ، فَأَحضَرَهُ فَسَأَلَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام عَن حالِهِ ، فَقالَ :
كُنتُ رَجُلاً ذا بَطَرٍ ، وكانَ أبي يَنصَحُني ، فَكانَ يَوما في نُصحِهِ إذ ضَرَبتُهُ ، فَدَعا عَلَيَّ بِهذَا المَوضِعِ وأنشَأَ شِعرا ، فَلَمّا تَمَّ كَلامُهُ يَبِسَ نِصفي ، فَنَدِمتُ وتُبتُ وطَيَّبتُ قَلبَهُ ، فَرَكِبَ عَلى بَعيرٍ لِيَأتِيَ بي إلى هاهُنا ويَدعوَ لي ، فَلَمَّا انتَصَفَ البادِيَةَ نَفَرَ البَعيرُ مِن طَيَرانِ طائِرٍ وماتَ والِدي.
فَصَلّى عَلِيٌّ عليهالسلام أربَعا ثُمَّ قالَ : قُم سَليما ؛ فَقامَ صَحيحا ، فَقالَ : صَدَقتَ ، لَو لَم يَرضَ عَنَكَ لَما سُمِعَت. ٣
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأله الخليفة الثاني في أيام خلافته : ما لقيت من أهل مكّة؟ فقال : اُنظر إلى ظهري ، فنظر فقال : ما رأيت كاليوم ظهر رجل ، فقال خبّاب : أوقدوا لي ناراً وسحبت عليها فما أطفأ لها إلاّ ودك ظهري. شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع النبي صلىاللهعليهوآله وشهد مع علي عليهالسلام صفّين والنهروان وتوفّي عند منصرف عليّ عليهالسلام من صفّين سنة ٣٧ وصلّى عليه علي عليهالسلام ، وكان أوّل من دفن بظهر الكوفة ، عاش ٧٣ عاماً (الخصال : ص ٣١٢ ح ٨٩ ؛ الدرجات الرفيعة : ص ٤٠٤ ؛ الاستيعاب : ج ٢ ص ٢١ الرقم ٦٤٦ ؛ الاصابة : ج ٢ ص ٢٢١ الرقم ٢٢١٥ ؛ الاكمال : ص ٥٧).
١. نهج البلاغة : الحكمة ٤٣ ، وقعة صفّين : ص ٥٣٠ وليس فيه «وقنع بالكفاف» ، بحار الأنوار : ج ٣٢ ص ٥٥٣ ح ٤٦٢ وج ٤٢ ص ١٧٣ ح ٣٤؛ المعجم الكبير : ج ٤ ص ٥٦ ح ٣٦١٨ ، أُسد الغابة : ج ٢ ص ١٤٩ ، الإصابة : ج ٢ ص ٢٢١ كلّها عن زيد بن وهب نحوه.
٢. في المصدر : «يطلبه» ، والتصويب من بحار الأنوار.
٣. المناقب لابن شهر آشوب : ج ٢ ص ٢٨٦ ، بحار الأنوار : ج ٤١ ص ٢٠٩ ح ٢٣.