سيرورة علم الامام
نهض
الامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) بأعباء الامامة في
ريعان الشباب وعنفوان الفتوة ، وعمره عشرون عاما. ورغم الظروف القاتلة للتحرك ، والليالي
الحالكة التي قضاها في السجون ، فان المهمة الأساسية لديه هي «تعليم الانسان» وهذا
التعليم الانساني له أبعاده في آفاق متعددة من الهداية والتشريع والمعارف الانسانية
بمفرداتها الهائلة ، وكل هذه الآثار كانت تدور في فكر الامام ، فيجسدها بأطاريح
تعبر عن آرائه المتميزة ، وهي تعبر عن الفكر الاسلامي ليس غير.
وقد بدأ المد
الاسلامي العقلي بالانحسار نتيجة السياسة المترفة والحياة اللاهية التي انتهجها
الطغاة ، فكان علي الامام التصدي للمفاهيم والنظريات الجديدة التي تسربت الي
البيئة العربية جراء هذا التلاقح الحضاري بين الأمم والشعوب ، وكان عليه أن يرصد
ذلك بحذر ويقظة واعداد ، من أجل الحفاظ علي جوهر الاسلام ، وكانت المباديء والنظريات
الوافدة تشكل محورا جديدا فيه كثير من الأخطار ، وفيه كثير من التحديات ، وفيه
كثير من الاضافة المعرفية أيضا.