تحصيل منازل الأولياء
، وهو يسير علي قدميه في طريقه الي حرم الله تعالي.
أما اذ لحظت حياته الخاصة ، فكان يقنع
بالجشب من الطعام والخشن من الثياب ، والاقلال من الأكل ، والانشغال بالسنن والفروض.
وكان مع هذا العيش البسيط يلبي نداء
الاحتياج ، ويقف مع الناس في الفرح والحزن ، ويشاطرهم الأسي في البؤس والفقر ، ويدفع
بهم شوطا كبيرا (صفحه ٣٩) نحو الألفة والتوادد وحسن العشرة ، وهو فيما بينهم
كأحدهم في اصلاح ذات البين ، وقضاء الحقوق ، وحل الاشكال الاجتماعي.
حلم الامام وكظمه للغيظ
وهذه مميزة
أخري اتسم بها الامام ، وهي مرتبة في ترويض النفس لا ينالها الا ذو حظ عظيم ، وقد
كان حظ الامام منها الأوفر ، ألا وهي الحلم وكظم الغيظ ، وليس هذا شيئا جديدا علي
الامام فقد عرف به في أدوار حياته كلها ، حتي أصبح ذلك شعارا لاصقا به ، ولقبا يتسابق
مع اسمه الشريف في العلمية عليه ، حتي قال ابن أبيالحديد عنه «موسي بن جعفر بن
محمد ، هو العبد الصالح ، جمع بين الفقه والدين والنسك والحلم والصبر» .
وللامام في
المشهد شواهد وأمثال وأحداث ، ذكرها التأريخ في طياته ، حتي عرف عنه أنه يحسن لمن
يسيء اليه ، فقد ذكر السيد الأمين عن الخطيب البغدادي : «أن الامام موسي بن جعفر
كان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث اليه بصرة فيها ألف دينار» .
وحديث صراره في
هذا الملحظ متواترة ، حتي روي أبوالفرج بسنده عن يحيي بن الحسن ، قال : (كان موسي
بن جعفر اذا بلغه عن الرجل ما
__________________